تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٨
سورة التوبة 46 48) 46 (ولو أرادوا الخروج) إلى الغزو (لأعدوا له) أي ليهيؤوا له (عدة) أهبة وقوة من السلاح والكراع (ولكن كره الله انبعاثهم) خروجهم (فثبطهم) منعهم وحبسهم عن الخروج (وقيل اقعدوا) في بيوتكم (مع القاعدين) يعني مع المرضى والزمنى وقيل مع النسوان والصبيان قوله عز وجل (وقيل) أي قال بعضهم لبعض اقعدوا وقيل أوحى إلى قلوبهم والهموا أسباب الخذلان 47 (لو خرجوا فيكم) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالجهاد لغزوة تبوك فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد الله بن أبي على جدة أسفل من ثنية الوداع ولم يكن بأقل العسكرين فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم تخلف عند عبد الله بن أبي فيمن تخلف من المنافقين وأهل الريب فأنزل الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم (لو خرجوا) يعني المنافقون (فيكم) أي معكم (ما زادوكم إلا خبالا) أي فسادا وشرا ومعنى الفساد إيقاع الجبن والفشل بين المؤمنين بتهويل الأمر (ولأوضعوا) أسرعوا (خلالكم) في وسطكم بإيقاع العداوة والبغضاء بينكم بالنميمة ونقل الحديث من البعض إلى البعض وقيل (لأوضعوا خلالكم) أي أسرعوا فيما يخل بكم (يبغونكم الفتنة) أي يطلبون لكم ما تفتنون به يقولون لقد جمع لكم كذا وكذا وإنكم مهزومون وسيظهر عليكم عدوكم ونحو ذلك وقال لكلبي يبغونكم الفتنة يعني العنت والشر وقال الضحاك الفتنة الشرك ويقال بغيته الشر والخير أبغيه بغيا إذا التمسته له يعني بغيت له (وفيكم سماعون لهم) قال مجاهد معناه وفيكم مخبرون لهم يؤدون إليهم ما يسمعون منكم وهم الجواسيس وقال قتادة معناه وفيكم مطيعون لهم أي يستمعون كلامهم ويطيعونهم (والله عليم بالظالمين) 48 (لقد ابتغوا الفتنة من قبل) أي طلبوا صد أصحابك عن الدين وردهم إلى الكفر وتخذيل الناس عنك قبل هذا اليوم كفعل عبد الله بن أبي يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه (وقلبوا لك الأمور) وأجالوا فيك في إبطال دينك الرأي بالتخذيل عنك وتشتيت أمرك (حتى جاء الحق) النصر والظفر (وظهر أمر الله) دين الله (وهم كارهون)
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»