سورة التوبة (56 58) الحسن يعذبهم بها في الدنيا بأخذ الزكاة منها والنفقة في سبيل الله وقيل يعذبهم بالتعب في جمعه والوجل في حفظه والكره في إنفاقه والحسرة على تخليفه عند من لا يحمده ثم يقدم على ملك يعذره (وتزهق أنفسهم) أي تخرج (وهم كافرون) أي يموتون على الكفر 56 (ويحلفون بالله إنهم لمنكم) أي على دينكم (وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) يخافون أن يظهروا ما هم عليه 57 (لو يجدون ملجأ) حرزا أو حصنا أو معقلا وقال عطاء مهربا وقيل قوما يأمنون فيهم (أو مغارات) غيرانا في الجبال جمع مغارة وهو الموضع الذي تغور فيه أي تستتر وقال عطاء سراديب (أو مدخلا) موضع دخول فيه وهو من ادخل يدخل وأصله مدتخل مفتعل من دخل يدخل قال مجاهد محرزا وقال قتادة سربا وقال الكلبي نفقا في الأرض كنفق اليربوع وقال الحسن وجها يدخلونه على خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ يعقوب (مدخلا) بفتح الميم وتخفيف الدال وهو أيضا موضع الدخول (لولوا إليه) لأدبروا إليه هربا منك (وهم يجمحون) يسرعون في إباء ونفور لا يرد وجوههم شيء ومعنى الآية انهم لو يجدون مخلصا منكم ومهربا لفارقوكم 58 قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات) الآية نزلت في ذي الخويصرة التميمي واسمه حرقوص بن زهير أصل الخوارج أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن ابا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما فيأ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول إعدل فقال ويلك فمن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال له دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد ثبق الفرث والدم آنيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل يدي المرأة أو مثل البضعة تدردر
(٣٠١)