تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا وهيبى ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله يزيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصيبوا ما أصابه الناس فخطبهم فقال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال لو شئتم قلتم كذا وكذا وكان من الأمر كذا وكذا لأشياء عددها كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن قال أما ترضون أن يذهب الناس بالشاه والغنم والبعير وتذهبوا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم الأنصار شعار والناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا محمد بن أبي عمرو والمكي ثنا سفيان عن عمرو بن مسروق عن أبيه عن عبادة بن رفاعة عن رافع بن خديج قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس (فما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع) (تجعل نهى ونهى العب يد بين عينية والأقرع) 5 وما كنت دون امرئ منهما ومن يخفض اليوم لا يرفع) قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وفي الحديث أن ناسا من هوازن أقبلوا مسلمين بعد ذلك فقالوا يا رسول الله أنت خير الناس وابر الناس وقد أخذت آبناءنا ونساءنا وأموالنا أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي انا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا سعيد بن عفير حدثني اليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فإثني على الله عز وجل بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين وإني قد رايت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحدب منكم أن يطيب ذلك لهم فليفعل ومن أحب أن يكون على حظ حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندري من اذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا فأنزل الله تعالى في قصة حنين (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (شيئا) يعني إن الظفر لا يكون
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»