تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٧
سورة التوبة (24 25) عباس قال لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهجرة إلى المدينة فمنعهم من تعلق به وأهله وولده يقولن ننشدك بالله أن لا تضيعنا فيرق لهم فيقيم عليهم ويدع الهجرة فأنزل اله عز وجل هذه الآية وقال مقاتل نزلت في التسعة الذين ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بمكة فنهى الله عن ولايتهم فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء) بطانة وأصدقاء فتفشون إليهم اسراركم وتؤثرون المقام معهم على الهجرة والجهاد (إن استحبوا) اختاروا (الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم) فيطلعهم على عورة المسلمين ويؤثر المقام معهم على الهجرة والجهاد (فأولئك هم الظالمون) وكان في ذلك الوقت لا يقبل الإيمان إلا من مهاجر فهذا معنى قوله (فأولئك هم الظالمون 24 ثم قال تعالى (قل) يا محمد لهؤلاء المتخلفين عن الهدجرة (إن كان آباؤكم) وذلك لما نزلت الآية الأولى قال الذين أسلموا ولم يهاجروا إن نحن هاجرنا ضاعت أموالنا وذهبت تجارتنا وخربت دورنا وقطعت أرحامنا فنزل (قل إن كان آباؤكم) (وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم) قرأ أبو بكر عن عاصم (عشيراتكم) بالألف على الجمع والآخرون بلا ألف على التوحيد لأن العشيرة واقعة على الجمع ويقوي هذه القراءة أن أبا الحسن الأخفش قال لا تكاد العرب تجمع العشيرة على العشيرات إنما نجمعها على العشائر (وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها) أي تستطيبونها يعني القصور والمنازل (أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا) فانتظروا (حتى يأتي الله بأمره) قال عطاء بقضائه وقا مجاهد ومقاتل بفتح مكة وهذا أمر تهديد (والله لا يهدي) لا يوفق ولا يرشد (القوم الفاسقين) الخارجون عن الطاعة 25 قوله تعالى (لقد نصركم الله في مواطن) أي مشاهد (كثيرة ويوم حنين) وحنين واد بين مكة والطائف وقال عكرمة إلى جنب ذي المجاز وكانت قصة حنين على ما نقله الرواة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وقد بقيت عليه أيام من شهر رمضان ثم خرج إلى حنين لقتال هوازن وثقيف في اثني عشر ألفا عشرة آلاف من المهاجرين وألفان من الطلقاء قال عطاء كانوا ستة عشر ألفا وقال الكلبي كانوا عشرة
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»