آلاف وكانوا يومئذ أكثر ما كانوا قط والمشركون أربعة آلاف من هوازن وثقيف وعلى هوازن مالك بن عوف النصري وعلى ثقيف كنانة بن عبد يا ليل الثقفي فلما التقى الجمعان قال رجل من الأنصار يقال له سلمة بن وقش لن نغلب اليوم عن قلة فساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ووكلوا إلى كلمة الرجل وفي رواية فلم يرض الله قوله ووكلهم إلى أنفسهم فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم المشركون وخلوا عن الذراري ثم نادوا يا حماة السواد اذكروا الفضائح فترجعوا وانكشف المسلمون قال قتادة وذكر لنا أن الطلقاء انجفلوا يومئذ بالناس فلما انجفل القوم هربوا أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خشيمة عن أبي غسحاق قال قال رجل للبراء بن عازب يا أبا مارة فررتم يوم حنين قال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم وهم حسر ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن وبني نصر فرشقوهم رشقا ما يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر وقال أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ثم صفهم ورواه محمد بن إسماعيل عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي غسحاق وزاد قال فما روي من الناس يومئذ أشد منه ورواه زكريا عن أبي إسحاق وزاد قال البراء كنا إذا احمر البأس نتقي به وإن الشجاع منا للذي يحاذي به ويعني النبي صلى الله عليه وسلم وروى شعبة عن أبي إسحاق قال قال البراء إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفر قال الكلبي كان حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة من المسلمين وانهزم سائر الناس وقال آخرون لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ غير العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث وأيمن بنأم أيمن فقتل يومئذ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج قال حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن سرج ثنا أبو وهب أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني كثير بن عباس بن عبد المطلب قال قال عباس شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عباس ناد أصحاب السمرة فقال عباس وكان رجلا صيتا فقلت بأعلى صوتي أين أصحاب السمرة قال فوالله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها فقالوا يا لبيك يا لبيك قال فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار يقولون يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال هذا حين حمى الوطيس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهم وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال فوالله ما
(٢٧٨)