سورة التوبة (21 23) بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله وهذا كقوله تعالى (والعاقبة للتقوى) أي للمتقين يدل عليه قراءة عبد الله بن الزبير وأبي بن كعب (أجعلتم سقاية الحاج وعمرة المسجد الحرام) على جمع الساقي والعامر (كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إسحاق بن إبراهيم ثنا أبو أسامة ثنا يحبى بن مهلب عن حسين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى السقاية فاستقى فقال العباس يا فضل اذهب إلى أمط فات رسول الله صلى الله عليه وسلم بشراب من عندها فقال اسقني فقال يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه قال اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال اعملوا فإنكم على عمل صالح ثم قال لولا الحبل عبى هذه وأشار إلى عاتقه أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد ثنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم ابن محمد بن سفيان عن مسلم ابن الحجاج حدثني محمد بن منهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني قال كنت جالسا مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابي فقال ما لي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن وأنتم تسقون النبيذ أمن حاجة بكم أمن بخل فقال ابن عباس الحمد الله ما بنا حاجة ولا بخل قدرم رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وخلفه أسامة بن زيد فاستسقى فأتيناه بإناء من نبيذ فشرب وسقى فضله أسامة وقال أحسنتم وأجملتم كذا فاصنعوا فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم 20 قوله تعالى (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة) فضيلة (عند الله) من الذين افتخروا بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام (وأولئك هم الفائزون) الناجون من النار 21 يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم) 22 (خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم) 23 (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء) قال مجاهد هذه الآية متصلة بما قبلها نزلت في قصة العباس وطلحة وامتناعهما من الهجرة وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن
(٢٧٦)