سورة التوبة (34) ثنا عبد الحميد هو ابن جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى قالت قلت يا رسول الله ما كنت أظن أن يكون ذلك بعدما أنزل الله تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) ثم قال يكون ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله تعالى ريحا طيبة فتقبض من كان في قلبه مثقال ذرة من خير ثم يبقى من لا خير فيه فيرجع الناس إلى دين آبائهم قال الحسين بن الفضل معنى الآية ليظهره على الدين كله بالحجج الواضحة وقيل ليظهره على الأديان التي حول النبي صلى الله عليه وسلم فيغلبهم قال الشافعي رحمه الله فقد أظهر الله رسوله صلى الله عليه وسلم على الأديان كلها بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل وقال وأظهره على الشرك دين أهل الكتاب ودين الأميين فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها وقتل أهل الكتاب وسبي حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعضهم الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه فهذا ظهوره على الدين كله والله أعلم 34 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان) يعني العلماء والقراء من أهل الكتاب (ليأكلون أموال الناس بالباطل) يريد ليأخذون الرشا في أحكامهم ويحرفون كتاب الله ويكتبون بأيديهم كتبا يقولون هذه من عند الله ويأخذون بها ثمنا قليلا من سفلتهم وهي المأكل التي يصيبونها منهم على تغيير نعت النبي صلى الله عليه وسلم يخافون لو صدقوه لذهبت عنهم تلك المآكل (ويصدون) ويصرفون الناس (عن سبيل الله) دين الله عز وجل (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) قال ابن عمر رضي الله عنهما كل مال تؤدى زكاته فليس يكنز وإن كان مدفونا وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن لم يكن مدفونا ومثله عن ابن عباس أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغفار بن محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم ابن محمد بن سفيان ثنا مسلم ابن الحجاج حدثني سويد ابن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أن أبا صالح بن زكوان أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره كلما ردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار قيل يا رسول الله فالإبل قال ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه
(٢٨٧)