سورة التوبة (32 33) فلما انتهيت إليه وهو يقرأ (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) حتى فرغ منها قلت إنا لسنا نعبدهم فقال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه قال قلت بلى قال فتلك عبادتهم قال عبد الله بن المبارك (وهل بدل الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها) (والمسيح ابن مريم) أي اتخذوه إلها (وما أمروا إلا ليعبدوا إليها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) 32 (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) أي يبطلوا دين الله بألسنتهم وتكذيبهم إياه وقال الكلبي النور القرآن أي يريدون أن يردوا القرآن بألسنتهم تكذيبا (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) أي يعلي دينه ويظهر كلمته ويتم الحق الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم (ولو كره الكافرون) 33 (هو الذي أرسل رسوله) يعني الذي يأبى إلا إتمام دينه هو الذي أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم (بالهدى) قيل بالقرآن وقيل ببيان الفرائض (ودين الحق) وهو الإسلام (ليظهره) ليعليه وينصره (على الدين كله) على سائر الأديان كلها (ولو كره المشركون) واختلفوا في معنى هذه الآية فقال ابن عباس الهاء عائدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ليعلمه شرائع الدين كلها فيظهره عليها حتى لا يخفى عليه منها شيء وقال الآخرون الهاء راجعة إلى دين الحق وظهوره على الأديان هو أن لا يدان الله تعالى إلا به وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم لا يبقى أهل دين إلا دخل في الإسلام وروينا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى عليه السلام قال ويهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام وروى المقداد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز أو ذلم ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون له قلت فيكون الدين كله لله أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ثنا أبو جعفر محمد سليمان بن منصور ثنا أبو مسلم بن إبراهيم بن عبد الله البلخي ثنا أبو عاصم النبيل
(٢٨٦)