تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٥١
والخمس مردود فيكم وقال قوم هو من الأربعة الأخماس بعد إفراز الخمس كسهام الغزاة و هو قول أحمد وإ سحاق وذهب بعضهم إلى أن النفل من رأ س الغنيمة قبل الخمس كالسلب للقاتل وأما الفيء وهو ما أصابه المسلمون من أموال الكفار بغير إيجاف خيل ولا ركاب بأن صالحهم على مال يؤدونه ومال الجزية وما يؤخذ من أموالهم إذا دخلوا دار الإسلام للتجارة أو يموت واحد منهم في دار الإ سلام ولا وارث له فهذا كله فيء ومال الفيء كان خالصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته قال عمر رضي الله عنه أن الله قد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا افيء بشيء لم يعطه أحدا غيره ثم قرأ (ما أفاء الله على رسوله منهم) إلى قوله (قدير) وكانت هذه خالصة لرسول صلى الله عليه وسلم كان ينفق على أهله وعياله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله عز وجل واختلف أهل العلم في مصرف الفيء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قوم هو للأئمة بعده وللشافعي فيه قولان أحدهما للمقاتلة الذين أثبتت أساميهم في ديوان الجهاد لأنهم القائمون مقام النبي صلى الله عليه وسلم في إرهاب العدو والقول الثاني أنه لمصالح المسلمين ويبدأ بالمقاتلة فيعطون منهم كفايتهم ثم بالأهم فالأهم من المصالح واختلف أهل العلم في تخميس الفيء فذهب الشافعي إلى أنه يخمس فخمسه لأهل الغنيمة على خمسة أسهم وأربعة أخماسه للمقاتلة والمصالح وذهب الأكثرون إلى أن الفيء لا يخمس بل مصرف جميعه واحد ولجميع المسلمين فيه حق أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنا محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق الدبري ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول ما على وجه الأرض مسلم إلا له في هذا الفيء حق إلا ما ملكت أيمانكم وأخبرنا أبو سعيد الطاهر أنبأنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنبأنا محمد بن زكريا العذافري أنبأنا أبو إسحق الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثنان قال قرأ عمر بن الخطاب (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) حتى بلغ (عليم حكيم) فقال هذه لهؤلاء ثم قرأ (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه) حتى بلغ (وابن السبيل) ثم قال هذه لهؤلاء ثم قرأ (ما أفاء الله على رسول من أهل القرى) حتى بلغ (للفقراء والذين جاؤوا من بعدهم) ثم قال هذه استوعبت المسلمين عامة فلئن عشت فليأتين الراعي وهو بسر و حمير فنصيبه منها لم يعرق فيها جبينه قوله تعالى (إن كنتم آمنتم بالله) قيل أراد (اعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) يأمر فيه بما يريد فاقبلوه إن كنتم آمنتم بالله (وما أنزلنا على عبدنا) أي إن كنتم آ منتم بالله وبما أنزلنا على عبدنا يعني قوله (يسألونك عن الأنفال) (يوم الفرقان) يعني يوم بدر فرق الله بين الحق والباطل وهو (يوم التقى الجمعان) حزب الله وحزب الشيطان وكان يوم الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان (والله على كل شيء قدير) على نصركم مع قلتكم وكثرتهم
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»