سورة الأنفال (51 54) المشركين ببدر كانت الملائكة يضربون (وجوههم وأدبارهم) ألا سعيد بن جبير ومجاهد يريد استاههم ولكن الله حي يكني قال ابن عباس كان المشركون إذا أقبلوا بوجوههم إلى المسلمين ضر بت الملائكة وجوههم بالسيوف وإذا ولو أدركتهم الملائكة فضربوا أدبارهم وقال ابن جريج يريد ما أقبل منهم وما أدبر أي يضربون أجسادهم كلها والمراد بالتوفي القتل (وذوقوا عذاب الحريق) منهم وما أدبر أي يضربون أجسادهم كلها والمراد بالتوفي القتل (وذوقوا عذاب الحريق) أي وتقول لهم الملائكة ذوقوا عذاب الحريق وقيل كان مع الملائكة مقامع من حديد يضربون بها الكفار فتلتهب النار في جراحاتهم فذلك قوله تعالى (وذوقوا عذاب الحريق) وقال الحسن هذا يوم القيامة تقول لهم خزنة جهنم ذوقوا عذاب الحريق وقال ابن عباس رضي الله عنهما يقولون لهم ذلك بعد الموت 51 (ذلك) ذلك الضرب الذي وقع بكم (بما قدمت أيديكم) أي بما كسبت أيديكم (وأن الله ليس بظلام للعبيد) 52 (كدأب آل فرعون) كفعل آل فرعون وصنيعهم وعادتهم معناه أن عادة هؤلاء في كفرهم كعادة آل فرعون قال ابن عباس هو أن آل فرعون أيقنوا أن موسى نبي من الله فكذبوه كذلك هؤلاء جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق فكذبوه فأنزل الله بهم عقوبة كما أنزل بآل فرعون (والذين من قبلهم) أي (كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب) 53 (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أراد ان الله تعالى لا يغير ما أنعم على قوم حتى يغيروا هم ما بهم بالكفران وترك الشكر فإذا فعلوا ذلك غير الله ما بهم فسلبهم النعمة وقال السدي نعمة الله محمد صلى الله عليه وسلم أنعم الله به على قريش وأهل مكة فكذبوه وكفروا به فنقله الله إلى الأنصار (وأن الله سميع عليم) (54 كدأب آل فرعون) كصنيع آل فرعون (والذين من قبلهم) من كفار الأمم (كذبوا بآ يأت ربهم فأهلكناهم بذنوبهم) أهلكنا بعضهم بالرجفة وبعضهم بالخسف وبعضهم بالمسخ وبعضهم
(٢٥٦)