تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٠
سورة الأنفال (20 24) قوله (ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين) وقرأ الآخرون (وإن الله) بكسر الألف على الابتداء 20 (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه) أي لا تعرضوا عنه (وأنتم تسمعون) القرآن ومواعظه 21 (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) أي يقولون بألسنتهم سمعنا بآذاننا وهم لا يسمعون أي لا يتعظون ولا ينتفعون بسماعهم فكأنهم لم يسمعوا 22 قوله تعالى (إن شر الدواب) أي شر من دب على وجه الأرض من خلق الله (عند الله الصم البكم) عن الحق فلا يسمعونه ولا يقولونه (الذين لا يعقلون أمر الله عز وجل سماهم (دواب) لقلة انتفاعهم بعقولهم كما قال تعالى (أولئك كالأنعام بل هم أضل) قال ابن عباس هم نفر من بني عبد الدار بن قصي كانوا يقولون نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد فقتلوا جميعا بأحد وكانوا أصحاب اللواء لم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير وسويبط بن حرملة 23 (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم) سماع التفهم والقبول (ولو اسمعهم) بعد أن علم أن لا خير فيهم ما انتفعوا بذلك (لتولوا عنه وهم معرضون) لعنادهم وجحودهم الحق بعد ظهوره وقيل إنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أحيي لنا قيصا فإنه كان شيخا مباركا حتى يشهد لك بالنبوة فنؤمن بك فقال الله عز وجل (ولو أسمعهم) كلام قصي (لتولوا وهم معرضون) 24 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) يقول أجيبوهما بالطاعة (إذا دعاكم) صلى الله عليه وسلم (لما يحييكم) أي إلى ما يحييكم قال السدي وهو الإيمان لأن الكافر ميت فيحيا بالإيمان وقال قتادة هو القرآن فيه الحياة وبه النجاة والعصمة في الدارين وقال مجاهد هو الحق وقال ابن إسحاق هو الجهاد أعزكم الله به بعد الذل وقال القتيبي بل الشهادة قال الله تعالى في الشهداء (بل أحياء عند ربهم يرزقون) وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي بن كعب رضي الله عنه وهو يصلي فدعاه فعجل أبي في صلاته ثم جاء فقال رسول الله ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»