سورة الأنفال (28 30) من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يجزيك الثلث فتصدق به فنزلت فيه (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم) أي ولا تخونوا أماناتكم (وأنتم تعلمون) أنها أمانة وقيل وأنتم تعلمون أن ما فعلتم من الإشارة إلى الحلق خيانة قال السدي إذا خانوا الله والرسول فقد خانوا أماناتهم وقال ابن عباس لا تخونوا الله بترك فرائضه والرسول بترك سنته وتخونوا أماناتكم قال ابن عباس هي ما يخفى عن أعين الناس من فرائض الله والأعمال التي ائتمن العباد عليها قال قتادة اعلموا أن دين الله أمانة فأدوا إلى الله عز وجل ما ائتمنكم عليه من فرائضه وحدوده ومن كانت عليه أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها 28 (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) قيل هذا أيضا في أبي لبابة وذلك أن أمواله وأولاده كانوا في بني قريظة فقال ما قال خوفا عليهم وقيل هذا في جميع الناس أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي إملاء وأبو بكر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي قالا حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأسفرايني أنا محمد بن محمد بن زمويه حدثنا يحيى بن محمد بن غالب حدثنا بن يحيى حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصبي فقبله وقال أما إنهم مبخلة مجبنة وإنهم لمن ريحان الله عز وجل (وأن الله عنده اجر عظيم) لمن نصح الله ورسوله وأدى أمانته 29 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله) بطاعته وترك معصيته (يجعل لكم فرقانا) قال مجاهد مخرجا في الدنيا والآخرة وقال مقاتل بن حيان مخرجا في الدين من الشبهات وقال عكرمة نجاة أي يفرق بينكم وبين ما تخافون وقال الضحاك بيانا وقال ابن إسحاق فصلا بين الحق والباطل يظهر الله به حقكم ويطفىء باطل من خالفكم والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان (ويكفر عنكم سيئاتكم) يمح عنكم ما سلف من ذنوبكم (ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) 30 قوله تعالى (وإذ يمكر بك الذين كفروا) هذه الآية معطوفة على قوله (واذكروا إذ أنتم قليل) واذكر إذ يمكر بك الذين كفروا وإذ قالوا اللهم لأن هذه السورة مدنية وهذا المكر والقول إنما كانا بمكة ولكن الله ذكرهم بالمدينة كقوله تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله) وكان هذا المكر على ما ذكره ابن عباس وغيره من أهل التفسير أن قريشا فرقوا لما أسلمت الأنصار أن يتفاقم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع نفر من كبارهم في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت رؤسهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو
(٢٤٣)