في صورة الرجل ويقول أبشروا فإن الله ناصركم (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) قال عطاء يريد الخوف من أوليائي (فاضربوا فوق الأعناق) قيل هذا خطاب مع المؤمنين وقيل هذا خطاب مع الملائكة وهو متصل بقوله (فثبتوا الذين آمنوا) وقوله (فوق الأعناق) قال عكرمة يعني الرؤس لأنها فوق الأعناق وقال الضحاك معناه فاضربوا الأعناق وفوق صلة كما قال تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) وقيل معناه فاضربوا على الأعناق فوق بمعنى على (واضربوا منهم كل بنان) قال عطية يعني كل مفصل وقال ابن عباس وابن جريج والضحاك يعني الأطراف والبنان جمع بنان ة وهي أطراف أصابع اليدين والرجلين قال ابن الأنباري ما كانت الملائكة تعلم كيف يقتل الآدميون فعلمهم الله عز وجل أخبرنا إسماعيل بن عبد القادر الجرجاني أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا زهير بن حرب ثنا عمرو بن يونس الحنفي ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل هو سماك الحنفي ثنا عبد الله بن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذا سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع فجاء الأنصاري فحدث رسول صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين وروي عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا قال إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري وروى أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال لقد رأيتنا يوم بدر وإن أحدنا ليشير بسيفه إلى المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف وقال عكرمة قال أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب ر ضي الله عنه وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت وأسلمت أم الفضل وأسلمت وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه وكان أبو لهب عدو الله قد تخلف عن بدر وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر كبته الله وأخزاه ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا وكنت رجلا ضعيفا وكنت أعمل القداح وأنحتها في حجرة زمزم فوالله إني لجالس أنحت القداح وعندي أم الفضل جالسة إذ أقبل الفاسق أبو لهب يجر رجليه حت ى جلس على طنب الحجرة فكان ظهره إلى ظهري فبينما هو جالس إذ قال الناس هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم فقال أبو لهب إلي يا ابن أخي فعندك الخبر فجلس إليه والناس قيام عليه قال يا ابن أخي أخبرني كيف كان أمر الناس قال لا شيء والله إن كان إلا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسروننا كيف شاؤوا ويأسروننا كيف شاؤوا وأيم الله مع ذلك ما لمت الناس لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض لا والله ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء قال أبو رافع فرفعت طنب الحجرة بيدي ثم قلت تلك والله الملائكة قال فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة فساورته فاحتملني فضرب بي الأرض ثم برك علي يضربني وكنت رجلا ضعيفا فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فلقت في رأسه شجة منكرة وقالت
(٢٣٥)