بدر من ينظر لنا ما صنع أبو جهل قال فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى تردى قال فأخذ بلحيته فقال أنت أبو جهل فقال وهل فوق رجل قتله قومه أو قتلتموه قال محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر قال قال معاذ بن عمرو بن الجموح لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوه أمر بأبي جهل بن هشام أن يلتمس في القتلى وقال اللهم لا يعجزنك قال فلما سمعتها جعلته من شأني فعمدت نحوه فضربته ضربة طيرت قدمه بنصف ساقه قال وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني جعلت عليها قدمي ثم تمطيت بها حتى طرحتها ثم مر بأبي جهل وهو عفير معاذ بن عفراء فضربه حتى اثبته فتركه وبه رمق فمر عبد الله بن مسعود قال عبد الله بن مسعود وجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت هل أخزاك الله يا عدو الله قال وبماذا أخزاني أعمد من رجل قتلتموه أخبرني لمن الدائرة قلت لله ولرسوله وروي عن ابن مسعود أنه قال قال لي أبو جهل لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقا صعبا ثم احتززت رأسه ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هذا رأس أبي جهل فقال آلله الذي لا إله غيره قلت نعم والذي لا إله غيره ثم ألقيته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله عز وجل وقال السدي والكلبي كان المشركون حين خرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أخذوا بأستار الكعبة وقالوا اللهم انصر أعلى الجندين وأهدى الفئتين وأكرم الحزبين وأفضل الدينين ففيه نزلت (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر وقال عكرمة قال المشركون والله لا نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا وبينه بالحق فأنزل الله عز وجل (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) أي إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء وقال أبي بن كعب هذا خطاب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى للمسلمين إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح أي إن تستنصروا فقد جاءكم الفتح والنصر أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا الفضل بن موسى ثنا إسماعيل بن خالد عن قيس عن خباب رضي الله عنه قال شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يرده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم وعصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون قوله (وإن تنتهوا) يقول للكفار إن تنتهوا عن الكفر بالله وقتال نبيه صلى الله عليه وسلم (فهو خير لكم وإن تعودوا) لحربه وقتاله (نعد) بمثل الواقعة التي وقعت بكم يوم بدر وقيل وإن تعودوا إلى الدعاء والاستفتاح نعد للفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم (ولن تغني عنكم فئتكم) جماعتكم (شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين) قرأ أهل المدينة وابن المدينة وابن عامر وحفص (وأن الله) بفتح الهمزة أي ولأن الله مع المؤمنين كذلك (لن تغني عنكم فئتكم شيئا) وقيل هو عطف على
(٢٣٩)