سورة الأنفال (26 27) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به قوله (لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) يعني العذاب (واعلموا أن الله شديد العقاب) 26 قوله تعالى واذكروا 26 قوله تعالى (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض) يقول اذكروا يا معاشر المهاجرين إذ أنتم قليل في العدد مستضعفون في أرض مكة في ابتداء الإسلام (تخافون أن يتخطفكم الناس) يذهب بكم الناس يعني كفار العرب وقال عكرمة كفار مكة وقال وهب فارس والروم (فآواكم) إلى المدينة (وأيدكم بنصره) أي قواكم يوم بدر بالأنصار وقال الكلبي قواكم يوم بدر بالملائكة (ورزقكم من الطيبات) يعني الغنائم التي أحلها لكم ولم يحلها لأحد قبلكم (لعلكم تشكرون) 27 (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول) قال السدي كانوا يسمعون الشيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفشونه حتى يبلغ المشركين وقال الزهري والكلبي نزلت الآية في أبي لبابة هارون بن عبد المنذر الأنصاري من بني عوف وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلح على ما صالح عليه إخوانهم من بني النضير على أن يسيروا إلى إخوانهم إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم ذلك إلا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فأبوا وقالوا أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر وكان مناصحا لهم لأن ما له وولده وعياله كانت عندهم فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاهم فقالوا له يا أبا لبابة ما ترى أننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده على حلقه أنه الذبح فلا تفعلوا قال أبو لبابة والله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ثم انطلق على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال والله لا أبرح ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره قال أما لو جاءني لا ستغفرت له فأما إذا فعل ما فعل فإني لا أطلقه حتى يتوب الله عليه فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل يا أبا لبابة قد تيب عليك فقال لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني بيده فجاءه فحله بيده ثم قال أبو لبابة يا رسول الله إن
(٢٤٢)