تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٧٥
والمعنى عصوا الله وتركوا أمره في الناقة وكذبوا نبيهم (وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا) أي من العذاب (إن كنت من المرسلين) سورة الأعراف (78 79) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (فأخذتهم الرجفة) وهي زلزلة الأرض وحركتها وأهلكوا بالصيحة والرجفة (فأصبحوا في دارهم) قيل أراد الديار وقيل أراد في أرضهم وبلدتهم ولذلك وحد الدار (جاثمين) خامدين ميتين قيل سقطوا على وجوههم موتى عن آخرهم (فتولى) أعرض صالح (عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) فإن قيل كيف خاطبهم بقوله لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم بعدما أهلكوا الرجفة قيل كما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الكفار من قتلى بدر حين ألقاهم في القليب فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا فقال عمر يا رسول الله ما تكلم من أجسادنا لا أرواح لها فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يجيبون وقيل خاطبهم ليكون عبرة لمن خلفهم وقيل في الآية تقديم وتأخير تقديرها فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي فاخذتهم الرجفة وكان قصة ثمود على ما ذكره محمد بن إسحاق ووهب وغيرهما أن عاد لما هلكت وتقضي أمرها عمرت ثمود بعدها واستخلفوا في الأرض فدخلوا فيها وكثروا وعمروا حتى جعل أحدهم يبني المسكن من المدر فينهدم والرجل منهم حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا وكانوا في سعة من معاشهم فعثوا وأفسدوا في الأرض وعبدوا غير الله فبعث الله فيهم صالحا وكانوا قوما عربا وكان صالح من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا وموضعا فبعثه الله إليهم غلاما شابا فدعاهم إلى الله حتى شمط وكبر لا يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون فلما ألح عليهم صالح بالدعاء والتبليغ وأكثر لهم التحذير والتخويف سألوه أن يريهم آية تكون مصداقا إلى ما يقول فقال لهم أي آية تريدون قالوا أتخرج معنا إلى عيدنا وكان لهم عيد يخرجون فيه بأصنامهم في يوم معلوم من السنة فتدعو إلهك وندوا آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك وإن استجيب لنا اتبعتنا فقال لهم صالح نعم فخرجوا بأوثانهم إلى عيدهم وخرج صالح معهم فدعوا أوثانهم وسألوها أن لا يستجاب لصالح في شيء مما يدعوا به ثم قال جندع بن عمرو بن حراش وهو يومئذ سيد ثمود يا صالح أخرج لنا من هذه الصخرة لصخرة منفردة مفي ناحية من الحجر يقال لها الكاثبة نافقة مخترجة جوفاء وبراء عشراء والمخترجة ما شاكل البخت من الإبل فإن فعلت صدقناك
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»