لنا حتى نراهم ونكلمهم فينظروا إلى قرابتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم ولم يعرفهم أهل الجنة لسواد وجوههم فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم وأخبروهم بقراباتهم أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله (قالوا إن الله حرمهما على الكافرين) يعني الماء والطعام (الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا) وهو ما زين لهم الشيطان من تحريم البحيرة وأخواتها والمكاء والتصدية حول البيت وسائر الخصال الذميمة التي كانوا يفعلونها في الجاهلية وقيل دينهم أي عيدهم (وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم) نتركهم في النار (كما نسوا لقاء يومهم هذا) أي كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا (وما كانوا بآياتنا يجحدون) (ولقد جئناهم بكتاب) يعني القرآن (فصلناه) بيناه (على علم) منا لما يصلحهم (هدى ورحمة) أي جعلنا القرآن هاديا وذا رحمة (لقوم يؤمنون) (هل ينظرون) أي هل ينتظرون (إلا تأويله) قال مجاهد جزاءه وقال السدي عاقبته ومعناه هل ينتظرون إلا ما يؤل إليه أمرهم من العذاب ومصيرهم إلى النار (يوم يأتي تأويله) أي جزاؤه وما يؤل إليهم أمرهم (يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق) اعترفوا به حين لا ينعهم الاعتراف (فهل لنا) اليوم (من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد) إلى الدنيا (فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم) أهلكوها بالعذاب (وضل) وبطل (عنهم ما كانوا يفترون) قوله تعالى (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) أراد به في مقدار ستة أيام لأن اليوم من لدن طلوع الشمس إلى غروبها ولم يكن يومئذ يوم ولا شمس ولا سماء وقيل ستة أيام كأيام الآخرة وكل يوم كألف سنة وقيل كأيام الدنيا قال سعيد بن جبير كان الله عز وجل قادرا على خلق السماوات والأرض في لمحة ولحظة فخلقهن في ستة أيام تعليما لخلقه التثبت والتأني في الأمور وقد جاء في الحديث التأني من الرحمن والعجلة من الشيطان (ثم استوى على العرش) قال
(١٦٤)