سورة الأعراف (68 72) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين) ناصح أدعوكم إلى التوبة أمين على الرسالة قال الكلبي كنت فيكم قبل اليوم أميتا (أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم) يعني نفسه (لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء) يعني في الأرض (من بعد قوم نوح) أي من بعد إهلاكهم (وزادكم في الخلق بسطة) أي طولا وقوة قال الكلبي والسدي كانت قامة الطويل منهم مائة ذراع وقامة القصير ستون ذراعا وقال أبو حمزة الثماني سبعون ذراعا وعن ابن عباس رضي الله عنهما ثمانون ذراعا وقال مقاتل كان طول كل رجل اثني عشر ذراعا وقال وهب كان رأس أحدهم مثل القبة العظيمة وكان عين الرجل يفرخ فيها الضياع وكذلك مناخرهم (فاذكروا آلاء الله) نعم الله واحدها إلى وإلى مثل مثل معي وأعماء وقفا واقفاء ونظيرها (آناء الليل) واحدها أني واني (لعلكم تفلحون) (قالوا أجئنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا) من الأصنام (فأتنا بما تعدنا) من العذاب (إن كنت من الصادقين) (قال) هو (قد وقع) وجب ونزل (عليكم من ربكم رجس) أي عذاب والسين مبدلة من الزاي (وغضب) أي سخط (أتجادلونني في أسماء سميتموها) وضعتموها (أنتم وآباؤكم) قال أهل التفسير كانت لهم أصنام يعبدونها سموها أسماء مختلفة (ما نزل الله بها من سلطان) حجة وبرهان (فانتظروا) نزل العذاب (إني معكم من المنتظرين) (فأنجيناه) يعني هودا عند نزول العذاب (والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا) أي استأصلناهم وأهلكناهم عن آخرهم (وما كانوا مؤمنين)
(١٧٠)