تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٧٤
القبيلة قال أبو عمرو بن العلاء سميت ثمود لقلة مائها والثمد الماء القليل وكانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القمر أخاهم صالحا أي أرسلنا إلى ثمود أخاهم في النسب لا في الدين صالحا وهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماسح بن عبيد بن خادر بن ثمود (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) على صدق (هذه ناقة الله) أضافها إليه على التفضيل والتخصيص كما يقال بيت الله (لكم آية) نصب على الحال (فذروها تأكل) العشب (في أرض الله ولا تمسوها بسوء) لا تصيبوها بعقر (فيأخذكم عذاب أليم) سورة الأعراف (74 77) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم) أسكنكم وأنزلكم (في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا) كانوا ينقبون في الجبال البيت ففي الصيف يسكنون بيوت الطين وفي الشتاء بيوت الجبل وقيل كانوا ينحتون البيوت في الجبل لأن بيوت الطين ما كانت تبقى مدة أعمارهم لطول أعمارهم فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) والعثو أشد الفساد (قال الملأ) قرأ ابن عامر (وقال الملأ) بالواو (الذين استكبروا من قومه) يعني الأشراف والقادة الذين تعظموا عن الإيمان بصالح (للذين استضعفوا) يعني الأتباع (لمن آمن منهم) يعني قال الكفار للمؤمنين (أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه) إليكم (قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون) (قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون) جاحدون (فعقروا الناقة) قال الأزهري العقر هو قطع عرقوب البعير ثم جعل النحر عقرا لأن ناحر البعير يعقره ثم ينحره (وعتوا عن أمر ربهم) والعتو الغلو في الباطل يقال عتا يعتو عتوا إذا استكبروا
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»