تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
إبليس لأن بلادهم أخصبت فانتجعها أهل البلدان فتمثل لهم إبليس في صورة شاب ثم دعا إلى دبره فنكح في دبره فأمر الله تعالى السماء أن تحصبهم والأرض أن تخسف بهم سورة الأعراف (83 85) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (وما كان جواب قومه إلا أن قالوا) قال بعضهم لبعض (أخرجوهم) يعني لوطا وأهل دينه (من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) يتنزهون عن أدبار الرجال (فأنجيناه) يعني لوطا (وأهله) المؤمنين وقيل أهله ابنتاه (إلا امرأته كانت من الغابرين) يعني الباقين في العذاب وقيل معناه كانت من الباقين المعمرين قد أتى عليها دهر طويل فهلكت مع من هلك من قوم لوط وإنما قال (من الغابرين) لأنه أراد ممن بقي من الرجال فلما ضم ذكرها إلى ذكر الرجال قال من الغابرين (وأمطرنا عليهم مطرا) يعني حجارة من سجيل قال وهب الكبريت والنار (فانظر كيف كان عاقبة المجرمين) قال أبو عبيدة يقال في العذاب أمطر وفي الرحمة مطر قوله تعالى (وإلى مدين أخاهم شعيبا) أي وأرسلنا إلى ولد مدين وهو مدين إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وهم أصحاب الأيكة أخاهم شعيبا في النسب لا في الدين قال عطاء هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم وقال ابن إسحاق هو شعيب بن ميكائيل بن يزجر بن مدين بن إبراهيم وأم ميكائيل بنت لوط وقيل هو شعيب بن يثرون بن مدين بن إبراهيم وكان شعيب أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه وكان قومه أهل كفر وبخس للمكيال والميزان (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم) فإن قيل ما معنى قوله تعالى (قد جاءتكم بينة من ربكم) ولم يكن لهم آية مذكورة قيل قد كانت لهم هذه الآية إلا أنها لم تذكر وليست كل الآيات مذكورة في القرآن وقيل أراد بالبينة مجيء شعيب (فأوفوا الكيل) أتموا الكيل (والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم) لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوهم إياها (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) أي ببعث الرسل والأمر بالعدل وكل نبي بعث إلى قوم فهو صلاحهم (ذلكم) الذي ذكرت لكم وأمرتكم به (خير لكم إن كنتم مؤمنين) مصدقين بما أقول
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»