تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٧٩
ويهريقوا ذلك الماء وقال نافع عن ابن عمر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا من آبارها وأن يعلقوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة وروي عن الزبير عن جابر قال لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر في غزوة تبوك قال لأصحابه لا يدخل أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائهم ولا تدخلوا على هؤلاء المعذبين غلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم قال أما بعد فلا تسألوا رسولكم الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا رسولهم الناقة فبعث الله الناقة فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج وتشرب ماءهم يوم ورودها وأراهم مرتقى الفصيل من الجهل فعتوا عن أمر ربهم وعقروها فأهلك الله من تحت أديم السماء منهم في مشارق الأرض ومغاربها غلا رجلا واحدا يقال له أبو رغال وهو أو ثقيف كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله فلما خرج أصابه ما أصاب قومه ودفن معه غصن من ذهب وأراهم قبر أبي رغال فنزل القوم فابتدروا بأسيافهم وحفروا عنه واستخرجوا ذلك الغصن وكانت الفرقة المؤمنة من قوم صالح أربعة آلاف خرج بهم صالح إلى حضرموت فلما دخلوها مات صالح فسمى حضرموت ثم بنى الأربعة آلاف مدينة يقال لها حاضوراء قال قوم من أهل العلم في صالح وهو ابن ثمان وخمسين سنة سورة الأعراف (80 81) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي قوله تعالى (ولوطا) أي وأرسلنا لوطا وقيل معناه واذكر لوطا وهو لوط بن هاران بن تارخ بن أخي إبراهيم (إذ قال لقومه) وهم أهل سدوم وذلك أن لوطا شخص من أرض بابل سافر مع عمه إبراهيم عليه السلام مؤمنا مهاجرا معه إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين وأنزل لوطا الأردن فأرسله الله عز وجل إلى أهل سدون فقال لهم (أتأتون الفاحشة) يعني إتيان الذكر (ما سبقكم بها من أحد من العالمين) قال عمرو بن دينار مانزا ذكر على ذكر في الدنيا إلا كان من قوم لوط (إنكم) قرأ أهل المدينة وحفص (إنكم) بكسر الألف على الخبر وقرأ الآخرون على الاستئناف (لتأتون الرجال) في أدبارهم (شهوة من دون النساء) فسر تلك الفاحشة يعني أدبار الرجال أشهى إليكم من فروج النساء (بل أنتم قوم مسرفون) مجاوزون الحلال إلى الحرام قال محمد بن إسحاق كانت لهم ثمار وقى لم يكن في الأرض مثلها فقصدهم الناس لينالوا من ثمارهم فآذوهم فعرض لهم إبليس في صورة شيخ فقال عن فعلتم بهم كذا وكذا نجوتم فأبوا فلما ألح عليهم قصدوهم فأصابوهم غلمانا صباحا فأخذوهم وقهروهم على أنفسهم وأخبثوا بهم فاستحكم ذلك فيهم قال الحسن كانوا لا ينكحون إلا الغرباء وقال الكلبي إن أول من عمل عمل قوم لوط
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»