والأنثى ضائنة والجمع ضوائن (ومن المعز اثنين) قرأ ابن كثير وابن عامر وأهل البصرة (من المعز) بفتح العين والباقون بسكونها والمعز والمعزى جمع لا واحد له من لفظه وهي ذوات الشعر من الغنم وجمع الماعز معزى وجميع الماعز مواعز (قل) يا محمد (ءآلذكرين حرم) الله عليكم يعني ذكر الضان والمعز (أم الأنثيين) يعني أنثى الضان والمعز (أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) منها فإنها لا تشتمل إلا على ذكر وأنثى (نبئوني) أخبروني (بعلم) قال الزجاج فسروا ما حرمتم بعلم (إن كنتم صادقين) إن الله تعالى حرم هذا سورة الأنعام (144 145) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرام أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين) وذلك أنهم كانوا يقولون هذه أنعام وحرث حجر وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرمة على أزواجنا وحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام كانوا يحرمون بعضها على الرجال والنساء وبعضها على النساء دون الرجال فلما قام الإسلام وثبتت الأحكام جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم وكان خطيبهم مالك بن عوف أبو الأحوض الجشمي قالوا يا محمد بلغنا أنك تحرم أشياء مما كان آباؤنا يفعلونه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم قد حرمتم أصنافا من الغنم على غير أصل إنما خلق الله هذه الأزواج الثمانية للأكل والانتفاع بها فمن أين جاء هذا التحريم من قبل الذكر أم من قبل الإنثى فسكت مالك بن عوف وتحير فلم يتكلم فلو قال جاء هذا التحريم بسبب الذكور وجب أن يحرم جميع الذكور وإن كان بسبب الأنوثة وجب أن يحرم جميع الإناث وإن كان باشتمال الرحم عليه فينبغي أن يحرم الكل لأن الرحم لا يشتمل إلا على ذكر أو أنثى فأما تخصيص التحريم بالولد الخامس والسابع أو البعض دون البعض فمن أين ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك يا ما لك لا تتكلم قال له مالك بل تكلم واسمع منك (أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم) قيل أراد عمرو بن لحي ومن جاء بعده على طريقته (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ثم بين أن التحريم والتحليل يكون بالوحي والتنزيل فقال (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما) أي شيئا محرما وروي أنهم قالوا فما المحرم إذا فنزل
(١٣٧)