ويقينا لا ظنا وكذبا كما تزعمون فإن قيل ما معنى قوله (حرم ربكم عليكم ألا لا تشركوا به شيئا) والمحرم هو الشرك لا ترك الشرك قيل موضع (أن) رفع معناه هو أن لا تشركوا وقيل محله نصب واختلفوا في وجه انتصابه قيل معناه حرم عليكم أن تشركوا و (لا) صلة كقوله تعالى (ما منعك أن لا تسجد) أي منعك أن تسجد وقيل تم الكلام عند قوله (حرم ربكم) ثم قال عليكم أن لا تشركوا به شيئا على وجه الإغراء قال الزجاج يجوز أن يكون هذا محمولا على المعنى أي أتل عليكم تحريم الشرك وجائز أن يكون على معنى أوصيكم ألا تشركوا (وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) فقر (نحن نرزقكم وإياهم) أي لا تئدوا بناتكم خشية العيلة فإني رازقكم وإياهم (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ما ظهر يعني العلانية وما بطن يعني السر وكان أهل الجاهلية يستقبحون الزنا في العلانية ولا يرون به بأسا في السر فحرم الله تعالى الزنا في العلانية والسر وقال الضحاك ما ظهر الخمر وما بطن الزنا (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) حرم الله تعالى قتل المؤمن والمعاهد إلا بالحق إلا بما أبيح قتله من ردة أو قصاص أو زنا يوجب الرجم أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ثنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ثنا حاجب بن أحمد الطويس ثني محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ يشهد أن لا إله غلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة (ذلكم) الذي ذكرت (وصاكم به) أمركم به (لعلكم تعقلون) سورة الأنعام (152) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) يعني بما فيه صلاحه وتثميره وقال مجاهد هو التجارة فيه وقال الضحاك هو أن يبتغي له فيه ولا يأخذ من ربحه شيئا (حتى يبلغ أشده) قال الشعبي ومالك الأشد الحلم حتى يكتب له الحسنات وتكت عليه السيئات قال أبو العالية حتى يعقل وتجتمع قوته وقال الكلبي الأشد ما بين الثمانية شعر سنة إلى ثلاثين سنة وقيل إلى أربعين سنة وقيل إلى ستين سنة وقال الضحاك عشرون سنة وقال السدي ثلاثون سنة وقال مجاهد الأشد ثلاث وثلاثون سنة والأشد جمع شد مثل قد وأقد وهو استحكام قوة شبابه وسنه ومنه شد النهار وهو ارتفاعه وقيل بلوغ الأشد أن يؤنس رشده بعد البلوغ وتقدير الآية ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن على الأبد حتى يبلغ أشده فادفعوا إليه ماله إن كان رشيدا (وأوفوا الكيل
(١٤١)