تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٣٩
ذي حافر من الدواب وحكاه عن بعض المفسرين سمى الحافر ظفرا على الاستعارة (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) يعني شحوم الجوف وهي الثروب وشحم الكليتين (إلا ما حملت ظهورهما) أي إلا ما علق بالظهر والجنب من داخل بطونهما (أو الحوايا) وهي المباعر واحدتها حاوية وحوية أي ما حملته الحوايا من الشحم (أو ما اختلط بعظم) يعني شحم الإلية هذا كله داخل في الاستثناء والتحريم مختص بالثراب وشحم الكلية أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا قتيبة أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة أن الله ورسوله حرما بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام قيل يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستضئ بها الناس فقال لا هو حرام ثم قال رسول الله عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله عز وجل لما حرم شحومهما جملوه باعوه فأكلوا ثمنه (ذلك جزيناهم) أي ذلك التحريم عقوبة لهم (ببغيهم) أي بظلمهم من قتلهم النبياء وصدهم عن سبيل الله وأخذهم الرباء واستحلال أموال الناس بالباطل (وإنا لصادقون) في الإخبار عما حرمنا عليهم وعن بغيهم سورة الأنعام (147 148) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (فإن كذبوكم فقل ربكم ذو رحمة واسعة) بتأخير العذاب عنكم (ولا يرد باسه) عذابه (عن القوم المجرمين) إذا جاء وقته (سيقول الذين أشركوا) لما لزمتهم الحجة وتيقنوا بطلان ما كانوا عليه من الشرك بالله وتحريم ما لم يحرمه الله قالوا (لو يشاء الله ما أشركنا) نحن (ولا آباؤنا) من قبل (ولا حرمنا من شيء) من البحائر والسوائب وغيرهما أرادوا أن يجعلوا قوله (لو شاء الله ما أشركنا) حجة لهم على إقامتهم على الشرك وقالوا إن الله تعالى قادر على أن يحول بيننا وبين ما نحن عليه لا نفعله فلولا أنه رضي بما نحن عليه وأراده منا وأمرنا به لحال بيننا وبين ذلك فقال الله تعالى تكذيبا لهم (كذلك كذب الذين من قبلهم) من كفار الأمم الخالية (حتى ذاقوا بأسنا) عذابنا ويستدل أهل القدر بهذه الآية يقولون إنهم لما قالوا لو شاء الله ما أشركنا كذبهم الله ورد عليهم فقال (كذلك كذب الذين من قبلهم) من كفار الأمم الخالية (حتى ذاقوا بأسنا) عذابنا ويستدل أهل القدر بهذه الآية يقولون إنهم لما قالوا لو شاء الله ما أشركنا كذبهم الله ورد عليهم فقال (كذلك كذب الذين من قبلهم) من كفار الأمم الخالية (حتى ذاقوا بأسنا) عذابنا ويستدل أهل القدر بهذه الآية يقولون إنهم لما قالوا لو شاء الله ما أشركنا كذبهم الله ورد عليهم فقال (كذلك كذب الذين من قبلهم) قلنا التكذيب ليس في قولهم (لو شاء الله ما أشركنا) بل ذلك القول صدق ولكن في قولهم إن الله تعالى أمرنا بها ورضي بما نحن عليه كما أخبر عنهم في سورة الأعراف (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها) فالرد عليهم في هذا كما قال تعالى (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) والدليل على أن التكذيب ورد فيما قلنا لا في قولهم (لو شاء الله ما أشركنا) قوله
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»