تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٤٨
سورة الأعراف (2 9) كتاب أي هذا كتاب أنزل إليك وهو القرآن فلا يكن في صدرك حرج منه قال مجاهد شك فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمة وقال أبو العالية خرج أي ضيق معناه لا يضيق ما أرسلت به لتننذر به أي كتاب أ زل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين أي على الكتاب اتبعوا أي وقل لهم اتبعوا ما أ زل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أ لياء أي لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى قليلا ما تذكرون تتعظون وقرأ ابن عامر يتذكرون بالياء والتاء وكم من قرية أهلكناها بالعذاب وكم للتكثير ورب للتقليل فجاءها بأسنا عذابنا بياتا ليلا أو نهارا وهم قائلون أ نائمون ظهيرة والقيلولة استراحة نصف النهار وإ لم يكن معها نوم ومعنى الآية أنهم جاءهم بأسنا وهم غير متوقعين إما ليلا أو نهارا قال الزجاج وأو لتصريف العذاب أي مرة ليلا ومرة نهارا وقيل معناه من أهل القرى من أهلكناهم ليلا ومنهم من أهلكناهم فجاءها بأسنا فكيف يكون مجئ البأس بعد الهلاك قيل معنى أهلكنا حكمنا بهلاكها فجاءها بأسنا وقيل فجاءها بأسنا هو بيان قوله أهلكناها مثلقول القائل أعطيتني فأحسنت إلي لا فرق بينه وبين قوله أحسنت إلي فأعطيتني فيكون أحدهما بدلا من الآخر فما كان دعواهم أي قولهم ودعاؤهم وتضرعهم والدعوى تكون بمعنى الادعاء بمعنى الدعاء قال سيبويه تقول العرب ا للهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين أي في دعائهم إذ جاءهم بأسنا عذابنا إلا أ قالوا إنا كنا ظالمين معناه لم يقدروا على رد العذاب وكان حاصل أمرهم الاعتراف بالجناية حتى لا ينفع الاعتراف فلنسألن الذين أرسل إليهم يعني الأمم عن إجابتهم الرسل وهذا سؤال لا سؤال استعلام يعني نسألهم عما فيما بلغتهم الرسل ولنسألن المرسلين عن الإبلاغ
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»