تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٣٢
سمعوا وليس للجن رسل فعلى هذا قوله رسل منكم ينصرف إلى أحد الصنفين وهم الإنس كما قال (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) وإنما يخرج من الملح دون العذب وقال (وجعل القمر فيهن نورا) وإنما هو في سماء واحدة (يقصون عليكم) أي يقرؤن عليكم (آياتي) كتبي (وينذرونكم لقاء يومكم هذا) وهو يوم القيامة (قالوا شهدنا على أنفسنا) أنهم قد بلغوا قال مقاتل وذلك حين شهدت عليهم جوارحهم بالشرك والكفر قال الله عز وجل (وغرتهم الحياة الدنيا) حتى لم يؤمنوا (وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) سورة الأنعام (131 134) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي (ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم) أي ذلك الذي قصصنا عليك من أمر الرسل وعذاب من كذبهم لأنه لم يكن ربك مهلك القرى بظلم أي لم يكن يهلكهم بظلم أي بشرك من أشرك (وأهلها غافلون) لم ينذروا حتى يبعث إليهم رسلا وينذرونهم وقال الكلبي لم يهلكهم بذنوبهم من قبل أن يأتيهم الرسل وقيل معناه لم يكن ليهلكهم دون التنبيه والتذكير بالرسل فيكون قد ظلمهم وذلك أن الله تعالى أجرى السنة أن لا يأخذ أحدا إلا بعد وجود الذنب وإنما يكون مذنبا إذا أمر فلم يأتمر أو نهي فلم ينته وذلك يكون بعد إنذار الرسل (ولكل درجات مما عملوا) يعني في الثواب والعقاب على قدر أعمالهم في الدنيا فمنهم من هو أشد عذابا ومنهم من هو أجزل ثوابا (وما ربك فغافل عما يعملون) قرأ ابن عامر تعملون بالتاء والباقون بالياء (وربك الغني) عن خلقه (ذو الرحمة) قال ابن عباس بأوليائه وأهل طاعته وقال الكلبي بخلقه ذو التجاوز (أن يشأ يذهبكم) يهلككم وعيد لأهل مكة (ويستخلف) ويخلف وينشئ (من بعدكم ما يشاء) خلقا غيركم أمثل وأطوع (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) أي من نسل آبائهم الماضين قرنا بعد قرن (إن ما توعدون) أي ما توعدون من مجيء الساعة والحشر (لآيات) كائن (وما أنتم بمعجزين) أي بفائتين يعني يدرككم الموت حيث ما كنتم (قل) يا محمد (يا قوم اعملوا على مكانتكم) قرأ أبو بكر عن عاصم (مكاناتكم) بالجمع حيث
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»