كان أي على تمكنكم قال عطاء على حالاتكم التي أنتم عليها قال الزجاج اعملوا على ما أنتم عليه يقال للرجل إذا أمر أن يثبت على حالة على مكانتك يا فلان أي أثبت على ما أنت عليه وهذا أمر وعيد عن المبالغة يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لهم اعملوا على ما أنتم عاملون (إني عامل) ما أمرني به ربي عز وجل (فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار) أي الجنة قرأ حمزة والكسائي يكون بالياء هنا وفي القصص وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث العاقبة (أنه لا يفلح الظالمون) قال ابن عباس معناه لا يسعد من كفر بي وأشرك قال الضحاك لا يفوز سورة الأنعام (135 137) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي قوله عز وجل (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا) الآية كان المشركون يجعلون لله من حروثهم وأنعامهم وثمارهم وسائر أموالهم نصيبا وللأوثان نصيبا فما جعلوه لله صرفوه إلى الضيفان والمساكين وما جعلوه للأصنام وخدمها فإن سقط شيء مما جعلوه لله تعالى في نصيب الأوثان تركوه وقالوا إن الله غني عن هذا وإن سقط شيء من نصيب الأصنام فيما جعلوه لله ردوه إلى الأوثان وقالوا إنها محتاجة وكان إذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوه لله لم يبالوا به إذا هلك أو انتقص شيء مما جعلوا للأصنام جبروه بما جعلوه لله فذلك قوله تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ من) خلق (الحرث والأنعام نصيبا) وفيه اختصار مجازه وجعلوا لله نصيبا ولشركائهم نصيبا (فقالوا هذا لله بزعمهم) قرأ الكسائي (بزعمهم) بضم الزاي والباقون بفتحها وهما لغتان وهو القول من غير حقيقة (وهذا لشركائنا) يعني الأوثان (فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم) ومعناه ما قلنا أنهم كانوا يتمون ما جعلوا للأوثان مما جعلوه لله ولا يتمون ما جعلوه لله مما جعلوه للأوثان وقال قتادة كانوا إذا أصابتهم سنة استعانوا بما جزءوا لله وأكلوا منه فوفروا ما جزؤ لشركائهم ولم يأكلوا منه (ساء ما يحكمون) أي بئس ما يقضون (وكذلك زين لكثير من المشركين) أي كما زين لهم تحريم الحرث والأنعام كذلك زين لكثير من المشركين (قتل أولادهم شركاؤهم) قال مجاهد شركاؤهم أي شياطينهم زينوا أو حسنوا لهم وأد البنات خيفة الغيلة سميت الشياطين شركاء لأنهم أطاعوهم في معصية الله وأضيف الشركاء إليهم
(١٣٣)