تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٤٣
سورة الأنعام (155 157) والمؤمنون وقيل الذي أحسن هو موسى والذي بمعنى ما أي على ما أحسن موسى تقديره آتيناه الكتاب يعني التوراة إتماما عليه للنعمة لإحسانه في الطاعة والعبادة وتبليغ الرسالة وأداء الأمر وقيل الإحسان بمعنى العلم وأحسن بمعنى علم ومعناه تماما على الذي أحسن موسى من العلم والحكمة أي آتيناه الكتاب زيادة على ذلك وقيل معناه تماما مني على إحساني إلى موسى وتفصيلا بيانا لكل شئ يحتاج إليه من شرائع الدين وهدى ورحمة هذا في صفة التوراة ولعلهم بلقاء ربهم يؤمنون قال ابن عباس كي يؤمنوا بالبعث ويصدقوا بالثواب والعقاب وهذا يعني القرآن كتاب أنزلناه إليك مبارك فاتبعوه فاعملوا بما فيه واتقوا وأ يعوا لعلكم ترحمون أو تقولوا يعني لئلا تقولوا كقوله تعالى يبين الله لكم أ تضلوا أي لئلا تضلا وقيل معناه أنزلناه كراهة أ تضلوا أ تقولوا قال الكسائي معناه اتقوا أ تقولوا يا أهل مكة إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا يعني اليهود والنصارى وإن كنا وقد كنا عن دراستهم قراءتهم لغافلين لا نعلم ما هي معناه أ زلنا عليكم القرآن لئلا تقولوا إن الكتاب أنزل على من قبلنا بلسانهم ولغتهم فلم نعرف ما فيه وغفلنا عن دراسته فتجعلوه عذرا لأنفسكم أو تقولوا لو أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم وقد كان جماعة من الكفار قالوا ذلك لو أنزل علينا ما أ زل على اليهود والنصارى لكنا خيرا منهم قال الله تعالى فقد جاءكم بينة من ربكم حجة واضحة بلغة تعرفونها وهدى بيان ورحمة ونعمة لم أتبعه فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف أعرض عنها سنجزي الذين يصدقون عن آياتنا سوء العذاب أي شدة العذاب بما كانوا يصدفون يعرضون
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»