تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٢١
لقوم يعلمون) أي القرآن وقيل نصرف الآيات لقوم يعلمون قال ابن عباس يريد أولياءه الذين هداهم إلى سبيل الرشاد وقيل يعني أن تصريف الآيات ليشفى بها قوم ويسعد بها قوم آخرون فمن قال درست فهو شقي ومن تبين له الحق فهو سعيد سورة الأنعام (106) (اتبع ما أوحي إليك من ربك) يعني القرآن اعمل به (لا إله هو وأعرض عن المشركين) فلا تجادلهم سورة الأنعام (107) (ولو شاء الله ما أشركوا) أي ولو شاء لجعلهم مؤمنين (وما جعلناك عليهم حفيظا) رقيبا قال عطاء وما جعلناك عليهم حفيظا تمنعهم مني أي لم تبعث لتحفظ المشركين من العذاب إنما بعثت مبلغا (وما أنت عليهم بوكيل سورة الأنعام (108) (ولا تسبوا الذين يدعون ممن دون الله) الآية ابن عباس لما نزلت (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) قال المشركون يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك فنهاهم الله تعالى أن يسبوا أوثانهم وقال قتادة كان المسلمون يسبون أصنام الكفار فنهاهم الله عز وجل عن ذلك لئلا يسبوا الله فإنهم قوم جهلة وقال السدى لما حضر ت أبا طالب الوفاة قالت قريش انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمرنه أن ينهى عنه ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب كان يمنعه عمه فلما مات قتلوه فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحارث وأمية وأبي ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص والأسود بن أبي البختري إلى أبي طالب فقالوا يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا وأنا محمدا قد آدانا وآلهتنا فنحب أن تدعوه وتنهاه عن ذلك وعن ذكر آلهتنا ولندعنه وإلهه فدعه فقال يا محمد هؤلاء قومك يقولون نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك وقد أنصفك قومك فاقبل منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم أن أعطيتكم هذا هل أنتم معطى كلمة أن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم / ح / فقال أبو جهل نعم وأبيك لنعطينكها وعشرة أمثالها قال فما هي قال قولوا لا إله إلا الله / ح / فأبوا أو تفرقوا فقال أبو طالب قل غيرها يا أبن أخي فقال يا عم أنا يالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي فقالوا له لتكفن عن سبك آلهتنا أو لنشتمنك ونشتمن من يأمرك فانزل الله عز وجل (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله) يعني الأوثان (فيسبوا الله عدوا) أي
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»