تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
مجاهد الرجس ما لا خير فيه وقال عطاء الرجس العذاب مثل الرجس وقيل هو النجس روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس وقال الزجاج الرجس اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة سورة الأنعام (126 128) تفسير البغوي ج 2 / محيي الدين البغوي قوله عز وجل (وهذا صراط ربك مستقيما) أي هذا الذي بينا وقيل هذا الذي أنت عليه يا محمد طريق ربك ودينه الذي ارتضاه لنفسه مستقيما لا عوج فيه وهو الاسلام (قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون) (لهم دار السلام عند ربهم) يعني الجنة قال أكثر المفسرين السلام هو الله وداره الجنة وقيل السلام هو السلامة أي لهم دار السلامة من الآفات وهي الجنة وسميت دار السلام لأن كل من دخلها سلم من البلايا والرزايا وقيل سميت بذلك لأن جميع حالاتها مقرونة بالسلام فقال في الابتداء (ادخلوها بسلام آمنين) (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم) وقال (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما) وقال (تحيتهم فيها سلام) (سلام قولا من رب رحيم) (وهو وليهم بما كانوا يعملون) قال الحسين بن الفضل يتولاهم في الدنيا بالتوفيق وفي الآخرة بالجزاء قوله عز وجل (ويوم يحشرهم) قرأ حفص (يحشرهم) بالياء (جميعا) يعني الجن والإنس يجمعهم في موقف القيامة فيقول (يا معشر الجن) والمراد بالجن الشياطين (قد استكثررتم من الإنس) أي استكبرتم من الإنس بالإضلال والإغواء أي أضللتم كثيرا (وقال أولياؤهم من الإنس) يعني أولياء الشياطين الذي أطاعوهم من الإنس (ربنا استمتع بعضنا ببعض) قال الكلبي استمتاع الإنس بالجن هو أن الرجل إذا كان سافر ونزل بأرض قفر وخاف على نفسه من الجن قال أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه فيبيت في جوارهم وأما استمتاع الجن بالإنس هو أنهم قالوا قد سدنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفا في قومهم وعظما في
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»