سورة البقرة 97 اليهود (أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا) قيل هو متصل بالأول أي وأحرص من الذين أشركوا وقيل تم الكلام بقوله (على حياة) ثم ابتدأ (ومن الذين أشركوا) وأراد بالذين أشركوا المجوس قال أبو العالية والربيع سموا مشركين لأنهم يقولون بالنور والظلمة (يود) يريد ويتمنى (أحدهم لو يعمر ألف سنة) يعني تعمير ألف سنة وهي تحية المجوس فيما بينهم يقولون عش ألف سنة وكل ألف نيروز ومهرجان يقول الله تعالى اليهود أحرص على الحياة من المجوس الذي يقولون ذلك (وما هو بمزحزحه) مباعده (من العذاب) من النار (أن يعمر) أي طول عمره لا يبعده من العذاب وزحزح لازم ومتعد يقال زحزحته فتزحزح وزحزحته فزحزح (والله بصير بما يعملون) قرأ يعقوب بالتاء والباقون بالياء 97 قوله عز وجل (قل من كان عدوا لجبريل) قال ابن عباس رضي الله عنهما إن حبرا من أحبار اليهود يقال له عبد الله بن صوريا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أي ملك يأتيك من السماء قال جبريل قال ذلك عدونا من الملائكة ولو كان ميكائيل لآمنا بك إن جبريل ينزل العذاب والقتال والشدة وإنه عادانا مرارا كان أشد ذلك علينا ن الله تعالى أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخرب على يد رجل يقال له بختنصر وأخبرنا بالحين الذي يخرب فيه فاما كان وقته بعثنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل في طلبه ليقتله فانطلق حتى لقيه ببابل غلاما مسكينا فأخذه ليقتله فدفع عنه جبريل وكبر بختنصر وقوي وغزانا وخرب بيت المقدس فلهذا نتخذه عدوا فأنزل الله هذه الآية وقال مقاتل قالت اليهود إن جبريل عدونا لأنه أمر ن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا وقال قتادة وعكرمة والسدي كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أرض بأعلى المدينة وممرها على مدارس اليهود فكان إذا أتى أرضه يأتيهم ويسمع منهم فقالوا له ما في أصحاب محمد أحب إلينا منك إنهم يمرون بها فيؤذوننا وأنت لا تؤذينا وإنا لنطمع فيك فقال عمر والله ما آتيكم لحبكم ولا أسألكم لأني شاك في ديني وإنما أدخل عليكم أزداد بصيرة في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأرى آثاره في كتابكم فقالوا من صاحب محمد الذي يأتيه من الملائكة قال جبريل فقالوا ذاك عدونا يطلع محمدا على سرنا وهو صاحب كل عذاب وخسف وسنة وشدة وإن ميكائيل إذا جاء جاء بالخصب والسلم فقال لهم عمر تعرفون جبريل وتنكرون محمدا قالوا نعم قال فأخبروني عن منزلة جبريل وميكائيل من الله عز وجل قالوا جبريل عن يمينه وميكائيلعن يساره وميكائيل عدو لجبريل قال عمر فإني أشهد أن من كان عدوا لجبريل فهو عدو لميكائيل ومن كان عدوا لميكائيل فإنه عدو لجبريل ومن كان عدوا لهما كان الله عدوا له ثم رجع عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فقال \ لقد وافقك ربك يا عمر \
(٩٦)