تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٩٢
سورة البقرة 86 88 86 قوله عز وجل (أولئك الذين اشتروا) استبدلوا (الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف) يهون (عنهم العذاب ولا هم ينصرون) لا يمنعون من عذاب الله عز وجل 87 (ولقد آتينا) أعطينا (موسى الكتاب) التوراة جملة واحدة (وقفينا) وأتبعنا (من بعده بالرسل) رسولا بعد رسول (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) الدلالات الواضحات وهي ما ذكر الله في سورة آل عمران والمائدة وقيل أراد الإنجيل (وأيدناه) قويناه (بروح القدس) قرأ ابن كثير (القدس) بسكون الدال والآخرون بضمها وهما لغتان مثل الرعب والرعب واختلفوا في روح القدس قال الربيع وغيره أراد الروح الذي لا نفخ فيه والقدس هو الله أضافه إلى نفسه تكريما وتخصيصا أي التي نفخ فيه نحو بيت الله وناقة الله كما قال (فنفخنا فيه من روحنا) (وروح منه) وقيل أراد بالقدس الطهارة يعني الروح الطاهرة سمي روحه قدسا لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحول ولم تشتمل عليه أرحام الطوامث إنما كان أمرا من أمر الله تعالى قال قتادة والسدي والضحاك روح القدس جبريل عليه السلام وقيل وصف جبريل بالقدس أي بالطهارة لأنه لم يقترف ذنبا وقال الحسن القدس هو الله وروحه جبريل قال الله تعالى (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) وتأييد عيسى بجبريل عليهما السلام أنه أمر أن يسير معه حيث سار حتى صعد به إلى السماء وقيل سمي جبريل عليه السلام روحا للطافته ولمكانته من الوحي الذي هو سبب حياة القلوب وقال ابن عباس وسعيد بن جبير روح القدس هو اسم الله تعالى الأعظم الذي كان يحيي به الموتى ويري الناس العجائب وقيل هو الإنجيل جعل له روحا كما جعل القرآن روحا لمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه سبب لحياة القلوب وقال الله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) فلما سمعت اليهود ذكر عيسى عليه السلام فقالوا يا محمد لا مثل عيسى كما تزعم عملت ولا كما يقص علينا من الأنبياء فعلت فأتنا بما أتى به عيسى إن كنت صادقا قال الله تعالى (أفكلما جاءكم) يا معشر اليهود (رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم) تكبرتم وتعظمتم عن الإيمان (ففريقا) طائفة (كذبتم) مثل عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم (وفريقا تقتلون) أي أقتلتم مثل زكريا ويحيى وشعيبا وسائر من قتلوا من الأنبياء عليهم السلام 88 (وقالوا) يعني اليهود (قلوبنا غلف) جمع أغلف وهو الذي عليه غشاوة معناه عليها غشاوة
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»