تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٩٧
سورة البقرة 98 100 فقال عمر لقد رأيتني بعد ذلك في دين الله أصلب من الحجر قال الله تعالى (قل من كان عدوا لجبريل فإنه) يعني جبريل (نزله) يعني القرآن كناية عن غير مذكور (على قلبك) يا محمد (بإذن الله) بأمر اللهه (مصدقا) موافقا (لما بين يديه) لما قبله من الكتب (وهدى وبشرى للمؤمنين) قوله عز وجل 98 (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال) خصهما بالذكر من جملة الملائكة مع دخولها في قوله (وملائكته) تفضيلا وتخصيصا كقوله تعالى (فيما فاكهة ونخل ورمان) خص النخل والرمان بالذكر مع دخولهما في ذكر الفاكهة للتفضيل والواو فيهما بمعنى أو يعني من كان عدوا لأحد هؤلاء فإنه عدو للكل لأن الكافر بالواحد كافر بالكل (فإن الله عدو للكافرين) قال عكرمة جيروميت وإسراف هي العبد بالسريانية وآل وايل هو الله تعالى ومعناهما عبد الله وعبد الرحمن وقرأ ابن كثير جبريل بفتح الجيم غير مهموز بوزن فعليل قال حسان (وجبريل رسول الله فينا وروح القديس ليس له كفاء) وقرأ حمزة والكسائي بالهمة والإشباع وزن سلسبيل وقرأ أبو بكر بالاختلاس وقرأ الآخرون بكسر الجيم غير مهموز وميكائيل قرأ أبو عمر ويعقوب وحفص ميكال بغير همز قال جرير (اعبدوا الصليب وكذبوا بمحمد وبجبرائيل وكذبوا ميكال) وقال آخر (ويوم بدر لقيناكم لنا مدد فيه مع نصر جبريل وميكال) وقرأ نافع وأهل المدينة بالهمزة والاختلاس بوزن ميكاعل وقرأ الآخرون بالهمزة والاشباع بوزن ميكاعل قال ابن صوريا ما جئتنا بشيء نعرفه فأنزل الله تعالى 99 (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات) واضحات مفصلات بالحلال والحرام والحدود والأحكام (وما يكفر بها إلا الفاسقون) الخارجون عن أمر الله عز وجل 100 (أوكلما) واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام (عاهدوا عهدا) يعني اليهود عاهدوا لئن خرج محمد صلى الله عليه وسلم لتؤمنن به فلما خرج إليهم محمد صلى الله عليه وسلم كفروا به قال ابن عباس رضي الله عنهما لما ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخذ الله عليهم وعهد إليهم في محمد صلى الله عليه وسلم أن يؤمنوا به قال مالك بن الصيف والله ما عهد إلينا عهدا في محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية يدل عليه قراءة أبي رجاء
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»