تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٩٨
سورة البقرة 101 102 العطاردي أو كلما عاهدوا فجعلهم مفعولين وقال عطاء هي العهود التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اليهود أن لا يعاونوا المشركين على قتاله فنقضوها كفعل بني قريظة والنضير دليله قوله تعالى (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم) (نبذه) طرحه ونقضه (فريق) طوائف (منهم) من اليهود (بل أكثرهم لا يؤمنون) 101 (ولما جاءهم رسول من عند الله) يعني محمدا (مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم) يعني التوراة وقيل القرآن (كأنهم لا يعلمون) قال الشعبي كانوا يقرأون التوراة ولا يعملون بها وقال سفيان بن عيينة أدرجوها في الحرير والديباج وحلوها بالذهب والفضة ولم يعملوا بها فذلك نبذهم 102 (واتبعوا) يعني اليهود (ما تتلو الشياطين) أي ما تلت والعرب تضع المستقبل موضع الماضي والماضي موضع المستقبل وقيل ما كانت تتلو أي تقرأ قال ابن عباس رضي الله عنه تتبع وتعمل به وقال عطاء تحدث وتتكلم به (على ملك سليمان) أي في ملكه وعهده وقصة الآية أن الشياطين كتبوا السحر والنيرنجيات على لسان آصف بن برخيا هذا ما علم آصف بن برخيا سليمان الملك ثم دفنوها تحت مصلاه حتى نزع الله الملك عنه ولم يشعر بذلك سليمان فلما مات استخرجوها وقالوا للناس إنما ملكهم سليمان بهذا فتعلموها فأما علماء بني إسرائيل وصلحاؤهم فقالوا معاذ الله أن يكون هذا من علم سليمان وأما السفلة فقالوا هذا علم سليمان وأقبلوا على تعلمه ورفضوا كتب أنبيائهم وفشت الملامة لسليمان فلم يزل هذا حالهم حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه براء سليمان هذا قول الكلبي وقال السدي كانت الشياطين تصعد إلى السماء فيستمعون كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت وغيره فيأتون الكهنة ويخلطون بما سمعوا في كل كلمة سبعين كذبة ويخبرونهم بها فاكتتب الناس ذلك وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب فبعث سليمان في الناس وجمع تلك الكتب وجعلها في صندوق
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»