تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٠٧
سورة البقرة 114 115 العرب كذلك قالوا في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم ليسوا على شيء من الدين وقال عطاء أمم كانت قبل اليهود والنصارى مثل قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام قالوا لنبيهم إنه ليس على شيء (فاللهه يحكم بينهم يوم القيامة) يقضي بين المحق والمبطل (فيما كانوا فيه يختلفون) من الدين 114 قوله (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر) الآية نزلت في ططوس بن اسبيسبانوس الرومي وأصحابه وذلك أنهم غزوا بني إسرائيل فقتلوا مقاتلتهم وسبوا ذراريهم وحرقوا التوراة وخربوا بيت المقدس وقذفوا فيه الجيف وذبحوا فيه الخنازير فكان خرابا إلى أن بناه المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال قتادة والسدي هو بختنصر وأصحابه غزوا اليهود وخربوا بيت المقدس وأعانهم على ذلك النصارى ططوس الرومي وأصحابه من أهل الروم قال السدي من أجل أنهم قتلوا يحيى بن زكريا وقال قتادة حملهم بعض اليهود على معاونة بختنصر البابلي المجوسي فأنزل الله تعالى (ومن أظلم) أي أكفر (ممن منع مساجد الله) يعني بيت المقدس ومحاربيه أن يذكر (فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) وذلك أن بيت المقدس بعد عمارتها رومي إلا خائفا لو علم به قتل وقال قتادة ومقاتل لا يدخل بيت المقدس أحد من النصارى إلا مستنكرا لو قدر عليه لعوقب قال سيدي أخيفوا بالجزية وقيل هذا خبر بمعنى الأمر أي أجهضوهم بالجهاد حتى لا يدخلها أحد منهم إلا خائفا من القتل والسبي أي ما ينبغي لهم (لهم في الدنيا خزي) عذاب وهوان قال قتادة هو القتل للحربي والجزية للذمي قال مقاتل والكلبي تفتح مدائنهم الثلاثة قسطنطينية ورومية وعمورية (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وهو النار وقال عطاء وعبد الرحمن بن زيد نزلت في مشركي مكة وأراد بالمساجد المسجد الحرام منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حجه والصلاة فيه عام الحديبية وإذا منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يعمره بذكر الله فقد سعوا في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين يعني أهل مكة يقول افتحها عليكم حتى تدخلوها وتكونوا أولى بها منهم ففتحها عليهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك فهذا خوفهم وثبت في الشرع أن لا يمكن مشرك من دخول الحرم لهم في الدنيا خزي الذل والهوان والقتل والسبي والنفي 115 قوله عز وجل (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) قال ابن عباس رضي الله عنهما
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»