سورة البقرة 94 96 استجيبوا وأطيعوا سميت الطاعة والإجابة سمعا على المجاز لأنه سبب للطاعة والإجابة (قالوا سمعنا) قولك (وعصينا) أمرك وقيل سمعنا بالأذن وعصينا بالقلوب قال أهل المعاني إنهم لم يقولوا هذا بألسنتهم ولكن لما سمعوه وتلقوه بالعصيان نسب ذلك إلى القول اتساعا (وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم) أي حب العجل أي معناه أدخل في قلوبهم حب العجل وخالطها كإشراب اللون لشدة الملازمة يقال فلان أشرب اللون إذا اختلط بياضه بالحمرة وفي القصص أن موسى أمر أن يبرد العجل بالمبرد ثم يذره في النهر وأمرهم بالشرب منه فمن بقي في قلبه شيء من حب العجل ظهرت سحالة الذهب على شاربه قوله عز وجل (قل بئسما يأمركم به إيمانكم) أن تعبدوا العجل من دون الله أي بئس إيمان يأمر بعبادة العجل (إن كنتم مؤمنين) بزعمكم وذلك أنهم قالوا نؤمن بما أنزل علينا فكذبهم الله عز وجل 94 قوله تعالى (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله) وذلك أن اليهود ادعوا دعاوى باطلة مثل قولهم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) و (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) وقولهم (نحن أبناء الله وأحباؤه) فكذبهم الله عز وجل وألزمهم الحجة فقال قل لهم يا محمد إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله يعني الجنة (خالصة) أي خالصة (من دون الناس فتمنوا الموت) أي فأريدوه أو اسألوه لأن من علم أن الجنة مأواه حن إليها ولا سبيل إلى دخولها إلا بعد الموت فاستعجلوه بالتمني (إن كنتم صادقين) في قولكم وقيل فتمنوا الموت أي ادعوا بالموت على الفرقة الكاذبة وروي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ لو تمنوا الموت لغص كل انسان منهم بريقه وما بقي على وجه اأرض يهودي إلا مات \ 95 قال الله تعالى (ولم يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم) لعلمهم أنهم في دعواهم كاذبون وأراد بما قدمت أيديهم ما قدموه من الأعمال وأضاف العمل إلى اليد لأن أكثر جنايات الإنسان تكون باليد فأضيف إلى اليد أعماله وإن لم يكن لليد فيها عمل (والله عليم بالظالمين) 96 (ولتجدنهم) اللام لام القسم والنون تأكيد للقسم تقديره والله لتجدنهم يا محمد يعني
(٩٥)