تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٩٣
سورة البقرة 89 90 فلا تسمع ولا تفق ما يقول قال مجاهد وقتادة نظيره قوله تعالى (وقالوا قلوبنا في أكنة) وقرأ ابن عباس (غلف) بضم اللام وهي قراءة الأعرج وهي جمع غلاف أي قلوبنا أوعية لكل علم فلا تحتاج إلى علمك قاله ابن عباس وعطاء وقال الكلبي معناه أوعية لكل علم فهي لا تسمع حديثا إلا وعته إلا حديثك لا تعقله ولا تعيه ولو كان فيه خير لوعته وفهمته قال الله عز وجل (بل لعنهم الله) طردهم الل وأبعدهم عن كل خير (بكفرهم فقليلا ما يؤمنون) قال قتادة معناه لا يؤمن منهم إلا قليل لأن من آمن من المشركين أكثر ممن آمن من اليهود أي فقليلا يؤمنون ونصب قليل على الحال وقال معمر لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم ويكفرون بأكثره أي فقليل يؤمنون ونصب قليلا بنزع الخافض وما صلة على قولهما وقال الواقدي معناه لا يؤمنون لا قليلا ولا كثيرا كقول الرجل للآخر ما أقل ما تفعل كذا أي لا تفعله أصلا 89 (ولما جاءهم كتاب من عند الله) يعني القرآن (مصدق) موافق (لما معهم) يعني التوراة (وكانوا) يعني اليهود (من قبل) من قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم (يستفحون) يستنصرون (على الذين كفروا) على مشركي العرب وذلك أنهم كانوا يقولون إذا أحزنهم أمر ودهمهم عدو اللهم انصرنا عليهم بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أطل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وثمود وإرم (فلما جاءهم ما عرفوا) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم من غير بني إسرائيل وعرفوا نعته وصفته (كفروا به) بغيا وحسدا (فلعنة الله على الكافرين) 90 (بئسما اشتروا به أنفسهم) بئس ونعم فعلان ماضيان وضعا للمدح والذم لا يتصرفان تصرف الأفعال معناه بئس الذي اختاروا لأنفسهم حين استبدلوا الباطل بالحق وقيل الاشتراء ههنا بمعنى البيع والمعنى بئس ما باعوا به حظ أنفسهم أي اختاروا الكفر وبذلوا أنفسهم للنار (أن يكفروا بما أنزل الله) يعني القرآن (بغيا) أي حسدا وأصل البغي الفساد يقال بغي الجرح
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»