تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٩٨
سورة النساء 9 10 (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذي ملكت أيمانكم) الآية وقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية وقال بعضهم وهو أولى الأقاويل إن هذا على الندب والاستحباب لا على الحتم والإيجاب 9 قوله تعالى (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا) أولاد أصغارا (خافوا عليهم) الفقر هذا في الرجل يحضره الموت فيقول من بحضرته انظر لنفسك فإن أولادك وورثتك لا يغنون عنك شيئا قدم لنفسك اعتق وتصدق وأعط فلانا كذا وفلانا كذا حتى يأتي على عامة ماله فنهاهم الله تعالى عن ذلك وأمرهم أن يأمروه أن ينظر لولده ولا يزيد في وصيته على الثلث ولا يجحف بورثته كما أنه لو كان هذا القائل هو الموصي لسره أن يحثه من بحضرته على حفظ ماله لولده ولا يدعهم عالة مع ضعفهم وعجزهم وقال الكلبي هذا الخطاب لولاة اليتامى يقول من كان في حجرة يتيم فليحسن إليه وليأت في حقه ما يجب أن يفعل بذريته من بعده قوله تعالى (فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) أي عدلا والسديد العدل والصواب من القول وهو أن يأمره بأن يتصدق بما دون الثلث ويخلف الباقي لورثته 10 قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) قال مقاتل بن حيان نزلت في رجل من بني غطفان يقال له مرثد بن زيد ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله فأنزل الله تعالى فيه (إن الذين يأكلون أموالي اليتامى ظلما) أي حراما بغير حق (إنما يأكلون في بطونهم نارا) أخبر عن ماله أي عاقبته تكون كذلك (وسيصلون سعيرا) قراءة العامة بفتح الياء أي يدخلونه يقال صلى النار يصلوها صليا وصلاء قال الله تعالى (إلا من هو صال الجحيم) وقرأ ابن عامر وأبو بكر بضم الياء أي يدخلون النار ويحرقون نظيره قوله تعالى (فسوف نصليه نارا) (سأصليه سقر) وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم \ رأيت ليلة أسري بي قوما لهم مشافر كمشافر الإبل إحداهما قالصة على منخريه والأخرى على بطنه وخزنة النار يلقمونهم جمر جهنم وصخرها فقلت يا جبريل من هؤلاء قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما \
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»