تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٩٧
سورة النساء 8 أم كجة فقالت يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي ثلاث بنات وأنا امرأته وليس عندي ما أنفق عليهن وقد ترك أبوهن مالا حسنا وهو عند سويد وعرفجة ولم يعطياني ولا بناتي شيئا وهن في حجري لا يطعمن ولا يسقين فدعاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله ولدها لا يركب فرسا ولا يحمل كلا ولا ينكأ عدوا فأنزل الله عز وجل (للرجال) يعني للذكور من أولاد الميت وأقربائه (نصيب) حظ (مما ترك الوالدان والأقربون) من الميراث (وللنساء) وللإناث منهم (نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه) أي من المال (أو كثر) منه (نصيبا مفروضا) نصب على القطع وقيل جعل ذلك نصيب فأثبت لهن الميراث ولم يبين كم هو فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سويد وعرفجة لا تفرقا من مال أوس بن ثابت شيئا فإن الله تعالى جعل لبناته نصيبا مما ترك ولم يبين كم هو حتى أنظر ما ينزل فيهن فأنزل الله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم) فلما نزلت أرسل رسول الله إلى سويد وعرفجة \ أن ادفعا إلى أم كجة الثمن وإلى بناته الثلثين ولكما باقي المال \ 8 قوله تعالى (وإذا حضر القسمة) يعني قسمة المواريث (أولوا القربى) الذين لا يرثون (واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) أي فارضخوا لهم من المال قبل القسمة (وقولوا لهم قولا معروفا) اختلف العلماء في حكم هذه الآية فقال قوم هي منسوخة وقال سعيد بن جبير والضحاك كانت هذه قبل آية الميراث فجعلت المواريث لأهلها ونسخت هذه الآية وقال الآخرون هي محكمة وهو قول ابن عباس والشعبي والنخعي والزهري وقال مجاهد هي واجبة على أهل الميراث ما طابت به أنفسهم وقال الحسن كانوا يعطون التابوت والأواني ورث الثياب والمتاع والشيء الذي يستحيا من قسمته وإن كان بعض الورثة طفلا فقد اختلفوا فيه فقال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره إن كانت الورثة كبارا رضخوا لهم وإن كانت صغارا اعتذروا إليهم فيقول الولي والوصي إني لا أملك هذا المال إنما هو للصغار ولو كان لي منه شيء لأعطيتكم وإن يكبروا فسيعرفون حقوقكم هذا هو القول بالمعروف وقال بعضهم ذلك حق واجب في أموال الصغار والكبار فإن كانوا كبارا تولوا إعطاءهم وإن كانوا صغارا أعطى وليهم روى محمد بن سيرين أن عبيدة السلمياني قسم أموال أيتام فأمر بشاة فذبحت فصنع طعاما لأجل هذه الآية وقال لولا هذه الآية لكان هذا من مالي وقال قتادة عن يحيى بن معمر ثلاث آيات محكمات مدنيات تركهن الناس هذه الآية وآية الاستئذان
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»