تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٦
منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب * (7) * ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب * (8) * ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد * (9) * إن الذين كفروا لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولدهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار * (10) * كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب * (11) * قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * (12) * قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار * (13) * زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقنطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده
____________________
منه آيات محكمات) أحكمت عبارتها بالحفظ من الإجمال (هن أم الكتاب) أصله يرد إليها غيرها وأفرد أم على إرادة كل واحد أو المجموع (وأخر متشابهات) تحتمل وجوها وروي المحكم ما يعمل به والمتشابه ما يشتبه على جاهلة (فأما الذين في قلوبهم زيغ) ميل عن الحق إلى البدع (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) طلب إيقاع الناس في الكفر فيه أن يفتنوا عن تأويله (وابتغاء تأويله) بما يناسب رأيهم الفاسد (وما يعلم تأويله (1)) تأويل القرآن كله الذي يجب أن يحمل عليه (إلا الله والراسخون في العلم) الثابتون فيه من لا يختلف في علمه عن الصادق (عليه السلام) نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله ومن وقف من الجمهور على الله فسر المتشابه بما استأثر تعالى بعلمه كوقت قيام الساعة ونحوه (يقولون آمنا به) حال من الراسخين أو خبر له إن جعل مبتدأ وروي أن القائل شيعتهم (كل) أي من المتشابه والمحكم (من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب) مدح للراسخين بإلقاء الذهن وإعمال الفكر في رد المتشابه إلى المحكم (ربنا لا تزغ قلوبنا) من مقول الراسخين أي لا تبلينا ببلاء تزيغ فيه قلوبنا (بعد إذ هديتنا) إلى الحق (وهب لنا من لدنك رحمة) نعمة أو لطفا نثبت به على الإيمان (إنك أنت الوهاب) النعم (ربنا إنك جامع الناس) لحساب يوم أو جزائه (لا ريب فيه) في وقوعه (إن الله لا يخلف الميعاد) الوعد (إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا) أي بدل رحمته أو من عذابه (وأولئك هم وقود النار) حطبها (كدأب (2)) أي شأن هؤلاء كشأن (آل فرعون) في الكفر أو النصب بتغني أو وقود أي لن تغني عنهم كما لم تغن عن أولئك أو توقد بهم كما توقد بأولئك (والذين من قبلهم) عطف على آل فرعون (كذبوا بآياتنا) تفسير لدأبهم أو بيان لسببه أي (فأخذهم الله) أهلكهم (بذنوبهم والله شديد العقاب) ترهيب للكفرة (قل للذين كفروا) مشركي مكة (ستغلبون) أي بيوم بدر (وتحشرون إلى جهنم وبئس (3) المهاد) جهنم أو ما مهدوا لأنفسهم (قد كان لكم آية) خطاب للمشركين أو اليهود أو المؤمنين (في فئتين التقتا) يوم بدر (فئة (4) تقاتل في سبيل الله وأخرى (5) كافرة يرونهم مثليهم (6)) يرى المشركون المسلمين مثلي عدد المشركين قريب ألفين أو مثلي عدد المسلمين ستمائة وستة وعشرين قللوا أولا في أعينهم حتى اجترؤا عليهم كما قال ويقللكم في أعينهم فلما لاقوهم كثروا في أعينهم حتى غلبوا أو يرى المسلمون المشركين مثلي المسلمين وكانوا ثلاثة أمثالهم ليثبتوا ثقة بالنصر الذي وعدوه في فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وقرئ ترونهم بالخطاب (رأى (7) العين) رؤية ظاهرة (والله يؤيد (8) بنصره من يشاء) كما أيد أهل بدر (إن (9) في ذلك) التقليل والتكثير ونصر القليل على الكثير (لعبرة لأولى الأبصار) عظة لذوي العقول (زين للناس حب الشهوات) أي المشتهيات جعلها شهوات مبالغة (من النساء والبنين والقناطير) جمع قنطار وهو المال الكثير

1 - تأويله بفتح اللام وضم الهاء.
2 - كدأب.
3 - وبيس بكسر الياء.
4 - فيتين فيه بابدال الهمزة ياء.
5 - أخرى بكسر الراء.
6 - مثليهم: بضم الهاء.
7 - رأى.
8 - يؤيد.
9 - وان بكسر الواو وتشديد النون.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»