تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٨٨
إلى كتب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون * (23) * ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون * (24) * فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون * (25) * قل اللهم ملك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير * (26) * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب * (27) * لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير * (28) * قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شئ قدير * (29) * يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا) * بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف) * بالعباد * (30) * قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
____________________
أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا (1)) لم ينالوا المدح والثناء وحقن الأموال والدماء (والآخرة) لم يستحقوا بها الأجر والثواب (وما لهم من ناصرين) يدفعون عنهم العذاب (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) التوراة أو جنس الكتب المنزلة وتنكير النصيب للتعظيم أو التحقير أريد بهم أحبار (يدعون إلى كتاب الله) القرآن أو التوراة (ليحكم بينهم) في نبوة محمد أو في أن دين إبراهيم الإسلام أو في أمر الرجم (ثم يتولى (2) فريق منهم) استبعاد لتوليهم مع علمهم بوجوب الرجوع إليه (وهم معرضون) شأنهم الإعراض (ذلك) التولي والإعراض (بأنهم قالوا) بسبب قولهم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) قلائل (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون) من أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) تهويل لما أعد لهم في الآخرة (ووفيت كل نفس ما كسبت) جزاءه (وهم لا يظلمون) الضمير لكل نفس لأنه بمعنى كل الناس (قل اللهم مالك الملك) كله نداء ثاني أو صفته (تؤتي (3) الملك) أي ما تشاء منه (من تشاء) وكذا (وتنزع الملك ممن تشاء) فالملك الأول عام والآخران خاصان وقيل الملك هنا النبوة ونزعه نقلها من قوم إلى قوم (وتعز من تشاء وتذل من تشاء) في الدنيا والدين بالنصر والأدبار والتوفيق والخذلان (بيدك الخير) لم يذكر الشر إيماء إلى ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك أو لأن أفعاله تعالى بين نافع وضار للمصالح فكلها خير (إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل) بإدخال كل منهما في الآخر بالزيادة والنقص (وتخرج الحي من الميت (4)) المؤمن من الكافر والحيوان من النطفة (وتخرج الميت (4) من الحي) بالعكس (وترزق من تشاء بغير حساب) غير محاسب له أو غير مضيق عليه (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء) نهوا عن موالاتهم لقرابة أو صداقة جاهلية (من دون المؤمنين) إشارة إلى أن في موالاتهم مندوحة عن موالاة الكفرة (ومن يفعل ذلك فليس من الله) من ولايته (في شئ) إذ لا يجتمع موالاة متعاديين (إلا أن تتقوا منهم تقاة (5)) تخافوا من جهتهم ما يجب اتقاؤه وخص لهم إظهار موالاتهم إذا خافوهم مع إبطان عداوتهم وهي التقية التي تدين بها الإمامية ودلت عليه الأخبار المتواترة وقوله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان (ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) فلا تتعرضوا لسخطه بموالاة أعدائه وهو ترهيب بليغ (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه) من ولاية الكفار وغيرها (يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض) فيعلم سركم وعلنكم (والله على كل شئ قدير يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه) بين ذلك اليوم (أمدا بعيدا) مسافة بعيدة (ويحذركم الله نفسه) ترهيب للحث على عمل الخير وترك السوء والأول للمنع من موالاة الكفرة فلا تكرار (والله رؤوف بالعباد) ومن رأفته أن حذرهم عقابه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)

1 - في الدنى.
2 - يتولى بكسر اللام.
3 - تؤتى.
4 - من الميت بفتح الميم وسكون الياء.
5 - تقية: بفتح التاء.
(٨٨)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»