تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٩٦
وما الله بغافل عما تعملون * (99) * يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كفرين * (100) * وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم * (101) * يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون * (102) * واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون * (103) * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * (104) * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * (105) * يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * (106) * وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون * (107) * تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعلمين * (108) * ولله ما في السماوات
____________________
أي منها المقام لتأثير قدميه في الحجر ومنها الحجر الأسود ومنها منزل إسماعيل (ومن دخله كان آمنا) في الآخرة من النار، أو أمر ليؤمن من دخله جانيا خارجة ولا يتعرض له ولكن يلجأ إلى الخروج (ولله على الناس حج (1) البيت) أي الحج والعمرة جميعا (من استطاع إليه سبيلا) بأن يكون صحيحا في بدنه مخلى في سربه له زاد وراحلة (ومن كفر) ترك وهو مستطيع (فإن الله غني عن العالمين) أكد أمر الحج بإيجابه بصيغة الخبر والجملة الإسمية وإيراده على وجه يفيد أنه حق لله في رقاب الناس وتخصيص الحكم بعد تعميمه وهو تكرير للمراد وبيان بعد إبهام وتغليظ تركه بتسميته كفرا كما سمي تاركه في الخبر يهوديا أو نصرانيا وذكر الاستغناء الدال على المقت والسخط وإبدال عن عنه بعن العالمين (قل يا أهل الكتاب لم (2) تكفرون بآيات الله) الدالة على صدق محمد (والله شهيد على ما تعلمون) فيجازيكم بها (قل يا أهل الكتاب لم (2) تصدون عن سبيل الله من آمن وتبغونها عوجا) حال من الواو، أي طالبين لها اعوجاجا بتلبيسكم على الناس لتوهموا أن فيه عوجا أو بإغوائكم بين المؤمنين ليختل أمر دينهم (وأنتم شهداء) أنها سبيل الله والصاد عنها ضال (وما الله بغافل عما تعملون) وعيد لهم (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين) كما حكى الله عنهم ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم بعد إيمانكم كفارا (وكيف تكفرون وأنتم تتلى (3) عليكم آيات الله وفيكم رسوله) استبعاد لكفرهم حال وجود ما يدعوهم إلى الإيمان ويصرفهم عن الكفر (ومن يعتصم بالله) يتمسك بدينه (فقد هدي إلى صراط مستقيم) جئ بالماضي لتحقق وقوعه (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته (5)) عن الصادق (عليه السلام)، هو أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) لا تكونوا على حال سوى الإسلام إذا أدرككم الموت وقرئ بالتشديد أي منقادون للرسول ثم الإمام من بعده (واعتصموا بحبل الله) بدينه أو كتابه وعنهم (عليهما السلام) نحن حبل الله وروي القرآن والولاية فإنهما (جميعا) لا يفترقان (ولا تفرقوا) عن الحق تفرق أهل الكتاب باختلافهم (واذكروا نعمة (6) الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) بالإسلام (فأصبحتم بنعمته إخوانا) متواصلين متحابين في الله (وكنتم على شفا حفرة من النار) مشرفين على الوقوع في نار جهنم لكفركم (فأنقذكم منها) بمحمد وبالإسلام (كذلك يبين الله لكم آياته) للناس (لعلكم تهتدون) لكي تثبتوا على الهدى أو تزادوه (7) (ولتكن منكم) بعضكم بعضكم وهو خاص غير عام يدل على أنهما كفائيان (أمة (8)) وقرئ أئمة (يدعون إلى الخير ويأمرون (9) بالمعروف وينهون عن المنكر) روي: إنما يجب على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر (وأولئك هم المفلحون) الأحقاء بالفلاح (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا) في الدين كاليهود والنصارى (من بعد

(1) حج. بفتح الحاء.
(2) لمه بكسر اللام وفتح الميم بعدها ياء مضمومه.
(3) تتلى. بكسر اللام بعدها ياء.
(4) سراط.
(5) تقيئه بتشديد الياء بالفتح.
(6) نعمت.
(7) تزيدوه - ظاهرا.
(8) أئمة.
(9) يأمرون.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»