تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٨
نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين * (122) * واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون * (123) *، وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين * (124) * وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود * (125) * وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير * (126) * وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * (127) * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم * (128) * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم * (129) * ومن يرغب عن ملة إبراهيم
____________________
اليهود ولا النصارى (1) حتى تتبع ملتهم) إقناط له تعالى عن إسلامهم وكأنهم قالوا ذلك فحكاه تعالى ولذا قال (قل) مجيبا لهم (إن هدى (2) الله) أي الإسلام (هو الهدى (3)) بالحق لا ما تدعون إليه (ولئن اتبعت أهواءهم) بدعهم (بعد الذي جاءك (4) من العلم) أي الدين الصحيح أو البيان (ما لك من الله من ولي ولا نصير) يدفع عنك من قبيل إياك أعني (الذين آتيناهم الكتاب) وهم مؤمنوا أهل الكتاب (يتلونه حق تلاوته) بالتدبر له والعمل بمقتضاه أو بالوقف عند ذكر الجنة والنار والسؤال في الأولى والاستعاذة في الأخرى (أولئك يؤمنون به) بكتابهم دون المحرفين (ومن يكفر به) من المحرفين (فأولئك هم الخاسرون) حيث اشتروا الضلالة بالهدى (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل) فريضة أو فداء (ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون) مر مثل الآيتين والتكرير لبعد ما بين الكلامين تأكيدا للتذكير ومبالغة في النصح وإقامة الحجة (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) عامله معاملة المختبر وفسرت بذبح ولده والنار وبمناسك الحج وبالكوكب والقمر والشمس وبالعشر الحنيفية وبالكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهي أسماء محمد وأهل بيته (عليهم السلام) (فأتمهن) أداهن بغير تفريط (قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) نسلي الواو للاستيناف أو العطف على محذوف ومن للابتداء أو التبعيض أو زائدة أي اجعلني إماما واجعل من ذريتي أو بعضها أو ذريتي على جهة السؤال (قال لا ينال عهدي) الإمامة (الظالمين) لا يكون السفيه إمام التقي دلت على وجوب عصمة النبي والإمام لصدق الظالم على العاصي سواء فسر بانتقاص الحق أو بوضع الشئ في غير موضعه (وإذ جعلنا البيت) الكعبة (مثابة للناس) مرجعا ومحل عود أو موضع ثواب (وأمنا) من دخله كان آمنا (واتخذوا (5)) بتقدير القول (من مقام إبراهيم (6)) الحجر الذي قام عليه ودعي الناس إلى الحج أو بنى البيت (مصلى) موضع صلاة أو قبلة (وعهدنا إلى إبراهيم (6) وإسماعيل) أمرناهما (أن) بأن أو أي (طهرا بيتي (6)) نحيا عنه المشركين أو من الأصنام والأنجاس (للطائفين) الدائرين حوله (والعاكفين) المقيمين عنده أو المعتكفين فيه (والركع السجود) المصلين (وإذ قال إبراهيم (7) رب اجعل هذا) البلد أو المكان (بلدا آمنا) ذا أمن كعيشة راضية أو آمنا أهله كليل نائم (وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) ومن آمن بدل البعض من أهله (قال) الله تعالى (ومن كفر) عطف على محذوف أي ارزق من آمن ومن كفر (فأمتعه (8)) أزمانا أو متاعا (قليلا) في الدنيا قل متاع الدنيا قليل (ثم اضطره) ألزمه (إلى عذاب النار وبئس (9) المصير) والمخصوص محذوف أي العذاب (وإذ يرفع

(1) - النصارى.
(2) هدى الله: بكسر الدال.
(3) هو الهدى: بكسر الدال.
(4) جيئك.
(5) واتخدوا: بفتح الخاء.
(6) - ابراهام.
(7) بيتي. بكسر التاء بعدها ياء ساكنة.
(8) - فأمتعه: بسكون الميم وتخفيف الميم المكسورة.
(9) عذاب النير وبيس.
(٥٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، السجود (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»