تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦١
أعمالكم ونحن له مخلصون * (139) * أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل ء أنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون * (140) * تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون * (141) *، سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم * (142) * وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم * (143) * قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون * (144) * ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية
____________________
أعمالكم ونحن له مخلصون) دونكم (أم تقولون إن إبراهيم (1) وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى (2)) أم منفصلة والهمزة للإنكار وقرئ بتاء الخطاب فيجوز كونها عديلة همزة أتحاجوننا (قل أأنتم (3) أعلم أم الله) وقد قال ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا وقال ما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده والمعطوفون عليه أتباعه (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) تعريض لأهل الكتاب بكتمهم ما نزل في محمد (وما الله بغافل عما تعملون) وعيد لهم (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) كرر تأكيدا للزجر عن الاتكال على فضل الآباء وأريد بالأمة هناك الأنبياء وهنا أسلاف أهل الكتاب (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم (4)) ما صرفهم (عن قبلتهم (5) التي كانوا عليها) أي بيت المقدس (قل لله المشرق والمغرب) أي الأرض كلها (يهدي من يشاء إلى صراط (6) مستقيم) وهو ما توجبه الحكمة من المصلحة (وكذلك) أي كما جعلناكم مهتدين (جعلناكم أمة وسطا) عدولا أو خيارا وعنهم (عليهما السلام) نحن الأمة الوسط وإيانا عنى وفي قراءتهم أئمة (لتكونوا شهداء على الناس) بأعمالهم المخالفة للحق في الدنيا والآخرة أو حجة عليهم تبينون لهم أو تشهدون للأنبياء على أممهم المنكرين لتبليغهم (ويكون الرسول عليكم شهيدا) بما عملتم أو حجة تبين لكم أو يشهد بعدالتكم وعديت شهادته بعلى لأنه كالرقيب عليهم (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) بيت المقدس (إلا لنعلم) نمتحن الناس فنميز (من يتبع الرسول) في الصلاة إليه (ممن ينقلب على عقبيه) فيرتد لألفة بقبلة آبائه أو ليتعلق عليها به وجودا أو ليعلم أوليائه الرسول والمؤمنون وفي الولاية إشعار بأن أصل أمرك أن تستقبل الكعبة وما جعلنا قبلتك بيت المقدس إلا لنعلم وقيل المراد الكعبة أي ما رددناك إلى ما كنت عليها إلا لنعلم الثابت من المرتد لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصلي بمكة إليها ثم أمر بالصلاة إلى بيت المقدس ثم رد إليها بعد الهجرة (وإن كانت) التحويلة أو القبلة وإن مخففة (لكبيرة) ثقيلة واللام فارقة (إلا على الذين هدى الله) إلى الحكمة الثابتين على اتباع الرسول (وما كان الله ليضيع إيمانكم) صلاتكم نزلت حين قال المسلمون كيف حال من صلى إلى بيت المقدس (إن الله بالناس لرؤف (7) رحيم) لا يضيع أعمالهم (قد نرى تقلب وجهك) تردده (في السماء) في جهتها ترقبا للوحي نزلت حين عيرته اليهود بأنه تابع لقبلتهم واغتم لذلك وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يترقب أن يحوله ربه للكعبة لأنه قبلة أبيه إبراهيم وأدعى للعرب إلى اتباعه ولمخالفة اليهود (فلنولينك قبلة ترضاها (8)) لمقاصد دينية وافقت حكمة الله تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام) نحوه (وحيث ما كنتم) أيها الناس (فولوا وجوهكم شطره) خصه أولا ثم عمم تصريحا لعموم الحكم (وإن الذين

(1) - إبراهام.
(2) - أو نصارى.
(3) - أآنتم.
(4) - ما وليهم: بكسر اللام المشددة.
(5) - قبلتهم: بضم الهاء والميم.
(6) - سراط.
(7) - لرءوف: بفتح اللام والراء.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»