تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٢
ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين * (145) * الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * (146) * الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * (147) * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير * (148) * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون * (149) * ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون * (150) * كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون * (151) * فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون * (152) * يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصبرين * (153) * ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله
____________________
أوتوا الكتاب ليعلمون أنه) أي التوجه إلى الكعبة (الحق من ربهم) لتضمن كتبهم أنه يصلي إلى القبلتين (وما الله بغافل عما يعملون (1)) وعد ووعيد للحزبين وقرئ بتاء الخطاب (ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية) برهان وحجة (ما تبعوا قبلتك) عنادا (وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض) لتعصبهم وتصلبهم واليهود تستقبل الصخرة والنصارى المشرق (ولئن اتبعت أهواءهم) فرضا (من بعد ما جاءك (2)) بالوحي (من العلم إنك إذا لمن الظالمين) أكد الوعيد له لطفا للسامعين وتحذيرا عن اتباع الهوى وتحريصا على الثبات على الحق (الذين آتيناهم الكتاب) أي علمائهم (يعرفونه) أي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بأوصافه (كما يعرفون أبناءهم) لا يشبهون عليهم بغيرهم أو الضمير للعلم أو القرآن أو تحويل القبلة (وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق) مبتدأ خبره (من ربك) واللام للعهد إشارة إلى ما عليه الرسول أو الحق الذي يكتمونه أو للجنس أي الحق ما كان من ربك أو الحق خبر محذوف أي هو الحق والظرف حال أو خبر ثان (فلا تكونن من الممترين) الشاكين في ذلك من قبيل إياك أعني (ولكل وجهة) لكل أهل ملة قبلة أو لكل قوم من المسلمين جهة من الكعبة والتنوين للعوض (هو موليها (3)) وجهة أو الله تعالى موليها إياه وقرئ مولى ها أي مولى تلك الجهة (فاستبقوا الخيرات) الطاعات (أينما تكونوا) في أي موضع متم (يأت (4) بكم الله) إلى المحشر (جميعا) من موافق ومخالف مجتمع الأجزاء ومتفرقها وعنهم (عليهما السلام) أنها في أصحاب القائم يفقدون من فرشهم ليلا فيصبحون بمكة (إن الله على كل شئ قدير) ومنه جمعكم (ومن حيث) من أي بلد (خرجت) إلى السفر (فول وجهك شطر المسجد الحرام) في الصلاة (وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون (5)) بالتاء والياء (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) قيل كرر تأكيدا لأمر القبلة وتثبيتا للقلوب عن فتنة النسخ وذكر في كل آية غاية للتحويل من ابتغاء مرضاة الرسول وجرى عادة الله على توليته كل أمة وجهة ودفع حجة المخالف (لئلا (6) يكون للناس عليكم حجة) علة لولوا أي توليتكم عن الصخرة إلى الكعبة ترد احتجاج اليهود بأن المنعوت في التوراة قبلة الكعبة والمشركين بأنه يخالف قبلة إبراهيم ويدعي ملته (إلا الذين ظلموا منهم) استثناء من الناس أي لئلا يكون حجة لأحد من الناس إلا المعاندين من اليهود القائلين ما تحول إلى الكعبة إلا ميلا إلى دين قومه وحبه لبلده وسمي حجة لسوقهم إياه مساقها أو من العرب القائلين رجع إلى قبلة آبائه ويوشك أن يرجع إلى دينهم إذ الاستثناء للمبالغة في نفي الحجة إذ لا حجة للظالم (فلا تخشوهم) من مطاعنهم (واخشوني) بمخالفة أمري (ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون) عطف على لئلا وعلة محذوف أي وأمرتكم لإتمامي النعمة عليكم وإرادتي اهتدائكم (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم)

(1) - تعملون.
(2) - جيئك.
(3) - مولاها.
(4) - ياث: بحذف الهمزة.
(5) - يعملون.
(6) - ليلا.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»