تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٧
قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * (113) * ومن أظلم ممن منع مسجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم * (114) * ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم * (115) * وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون * (116) * بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * (117) * وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشبهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون * (118) * إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسل عن أصحاب الجحيم * (119) * ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا نصير * (120) * الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون * (121) * يبنى إسرائيل اذكروا
____________________
حين قدم وفد نجران على الرسول وأتاهم أحبار اليهود وتقاولوا بذلك (وهم يتلون الكتاب) الواو للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وهم من أهل التلاوة للكتب (كذلك) أي مثل ذلك (قال الذين لا يعلمون) كعبدة الأصنام والدهرية (مثل قولهم) يكفر بعضهم بعضا وبخهم على تشبههم بالجهلة (فالله يحكم بينهم) بين الحزبين (يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) بأن يكذبهم ويدخلهم النار أو بما يقسم لكل منهم من العقاب (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) قيل نزلت في الروم لما غزوا بيت المقدس وخربوه وقتلوا أهله وأحرقوا التوراة والمشركين حين منعوا رسول الله دخول المسجد الحرام عام الحديبية والحكم عام في كل مانع وساع في خراب كل مسجد وإن خص السبب (أن يذكر فيها اسمه) مفعول ثان لمنع أو مفعول له أي كراهة أن يذكر (وسعى (1) في خرابها) لئلا تعمر بطاعة الله (أولئك) المانعون (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) من عذابه أو من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا أن يمنعوهم منها أو ما كان لهم في علم الله فهو وعد للمؤمنين بالنصر وقيل معناه النهي عن تمكينهم من دخول المسجد (لهم في الدنيا خزي) القتل أو السبي أو الجزية أو فتح مدائنهم إذا قام المهدي أو طردهم عن الحرم (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) بظلمهم (ولله المشرق والمغرب) يملكهما يعني بهما ناحيتي الأرض أي له الأرض كلها فإن منعتم الصلاة في المساجد فصلوا حيث كنتم (فأينما تولوا) إلى أي جهة صرفتم وجوهكم (فثم وجه الله) جهته التي جعلها قبلة لكم أو ذاته أي عالم بما فعلتم فيه (إن الله واسع) الرحمة فيوسع على عباده (عليم) بمصالحهم قيل منسوخة بآية فول وقيل مخصوصة بحال الضرورة والمروي عن أئمتنا (عليهما السلام) أنها نزلت في قبلة المتحير وفي التطوع في السفر على الراحلة (و (2) قالوا اتخذ الله ولدا) قالت اليهود عزير ابن الله والنصارى المسيح ابن الله ومشركو العرب الملائكة بنات الله (سبحانه) تنزيها له عن ذلك (بل له ما في السماوات والأرض) ملكا من جملة ذلك الملائكة وعزير والمسيح (كل له قانتون) منقادون لمشيئته وتكوينه (بديع السماوات والأرض) منشئهما لا من شئ ولا على مثال سبق (وإذا قضى (3) أمرا) أراد خلقه وفعله (فإنما يقول له كن فيكون) والمراد تمثيل حصول ما تعلقت به إرادته بلا مهلة بطاعة المأمور بلا توقف لا حقيقة أمر وامتثال (وقال الذين لا يعلمون) جملة المشركين وأهل الكتاب (لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية) كما تأتيك بزعمك (كذلك قال الذين من قبلهم) من الأمم (مثل قولهم) كأرنا الله جهرة هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة (تشابهت قلوبهم) في العمى والعناد (قد بينا الآيات لقوم يوقنون إنا أرسلناك بالحق) متلبسا به (بشيرا ونذيرا) لا جابرا على الإيمان تسلية له (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ كان يغتم لإصرارهم على الكفر (ولا تسئل (4)) على النهي كما عن نافع والباقون على النفي (عن أصحاب الجحيم) ما لهم لا يؤمنوا بعد تبليغك (ولن ترضى عنك

(1) - وسعى: بكسر العين بعدها ياء.
(2) - في مصاحف أهل الشام قالوا بغير الواو وفي ساير المصاحف مع الواو.
(3) - قضى: بكسر الضاد.
(4) ولا تسئل: بفتح التاء وسكون اللام.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»