تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٩
إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * (130) * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * (131) * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يبنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * (132) * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون * (133) * تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون * (134) * وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * (135) * قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * (136) * فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم * (137) * صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عبدون * (138) * قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعملنا ولكم
____________________
إبراهيم (1)) حكاية حال ماضية (القواعد) جمع قاعدة أي الأساس ورفعها البناء عليها أو السافات إذ كل ساف قاعدة (من البيت وإسماعيل) ولعل الفصل لأنه كان يناوله الحجارة قائلين (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع) لدعائنا (العليم) بنياتنا (ربنا واجعلنا مسلمين) مخلصين أو منقادين (لك) والمراد طلب الزيادة في الإخلاص أو الانقياد أو الثبات عليه (ومن ذرياتنا) واجعل بعضها وخصا البعض لما علما أن فيهم ظلمة (أمة) من أمه إذا قصده قيل للجماعة لأنها تام (مسلمة لك) أمة محمد لقوله وابعث فيهم وعن الصادق (عليه السلام) هم بنو هاشم خاصة (وأرنا (2) مناسكنا) عرفنا متعبداتنا أو مذابحنا أو عبادتنا (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم) بعباده (ربنا وابعث فيهم (3)) في تلك الأمة (رسولا منهم) من تلك الأمة ولم يبعث منهم غير محمد قال أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى (يتلو عليهم (4) آياتك) دلائل التوحيد والنبوة الموحاة إليهم (ويعلمهم الكتاب) القرآن (والحكمة) المعارف والأحكام (ويزكيهم (5)) يطهرهم من خبائث العقائد والأخلاق والأعمال (إنك أنت العزيز) لا تغلب على ما تريد (الحكيم) المحكم له (ومن يرغب عن ملة إبراهيم (1)) إنكار واستبعاد وهي دين الإسلام والحنيفية العشر التي جاء بها (إلا من سفه نفسه) أذلها واستخف بها قيل سفه بالكسر متعد وبالضم لازم وفي السجادي ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا (ولقد اصطفيناه) الرسالة (في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين) المستقيمين على الخير ومن كان كذلك كان حقيقا بالاتباع لا يرغب عنه إلا سفيه (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) ظرف لاصطفيناه أو لأذكر مقدرا (ووصى (6) بها) بالملة أو كلمة أسلمت (إبراهيم (1) بنيه) الأربعة إسماعيل وإسحق ومدين ومدان (ويعقوب) أي وصى بها يعقوب بنيه الاثني عشر قائلا (يا بني إن الله اصطفى لكم الدين) الإسلام (فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أم كنتم شهداء) إنكاري أي ما كنتم حاضرين (إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي) المراد به أخذ ميثاقهم على الثبات على الإسلام والتوحيد (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم (1) وإسماعيل وإسحق) عطف بيان لآبائك وعد إسماعيل منهم لأن العم يسمى أبا (إلها واحدا) بدل من إله آبائك للتصريح بالتوحيد ورفع توهم ينشأ من تكرير المضاف أو نصب على الاختصاص (ونحن له مسلمون) حال من فاعل نعبد أو مفعوله أو منهما أو اعتراض (تلك) أي إبراهيم ويعقوب وبنوهما (أمة قد خلت) مضت (لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) لكل أجر عمله (ولا تسئلون عما كانوا يعملون) لا تؤاخذون بمعاصيهم كما لا تثابون بطاعاتهم

(1) إبراهام.
(2) - وأرنا: بسكون الراء.
(3) فيهم: بضم الهاء.
(4) - عليهم: بضم الهاء.
(5) - ويزكيهم: بضم الهاء.
(6) ووصى: بكسر الصاد.
(7) اصطفى: بكسر الفاء.
(8) - تسلون.
(٥٩)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»