تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٥

____________________
زعم هؤلاء (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) كفروا بتعليمهم الناس السحر (وما أنزل) وبتعليمهم إياهم ما نزل (على الملكين) النازلين (ببابل) يسميان (هاروت وماروت) أظهرهما الله للناس بصورة بشرين ليقفوا به على حد (1) السحر وأن يبطلوه ونهاهم أن يسحروا (وما يعلمان من أحد) السحر وإبطاله (حتى يقولا) للمتعلم (إنما نحن فتنة) امتحان للعباد (فلا تكفر) بها باستعمال السحر (فيتعلمون منهما) مما تتلوا الشياطين ومما أنزل على الملكين (ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) بتخليته فربما أحدث فعلا وربما لم يحدث (ويتعلمون ما يضرهم) في دينهم (ولا ينفعهم) فيه (ولقد علموا) أي هؤلاء المتعلمون أو اليهود (لمن اشتراه) استبدل السحر بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه أو بكتاب الله واللام للابتداء علقت علموا (ما له في الآخرة من خلاق) نصيب لاعتقادهم أن لا آخرة (ولبئس (2) ما شروا) باعوا (به أنفسهم) ورهنوها بالعذاب (لو كانوا يعلمون) يعلمون بعلمهم إذ علم من لا يعمل به كلا علم فلا ينافي إثبات العلم لهم (ولو أنهم آمنوا) بمحمد والقرآن (واتقوا) المعاصي كنبذ كتاب لله واتباع السحر (لمثوبة من عند الله) خير جواب لو، أي لا يثبوا مثوبة فحذف الفعل وعدل إلى الإسمية ليفيد ثبات المثوبة ونكرت لأن المعنى لشئ من الثواب (خير) لهم (لو كانوا يعلمون) أن ثواب الله خير مما هم فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) أي راع أحوالنا وتأن بنا حتى نفهم ما تلقنا وذلك لأن اليهود توصلوا بهذا اللفظ إلى شتم رسول الله وكانت في لغتهم سبأ بمعنى اسمع لا سمعت وقيل نسبته إلى الرعونة (وقولوا انظرنا) انظر إلينا (واسمعوا) إذ قال لكم أمرا وأطيعوا (وللكافرين) للشاتمين (عذاب أليم) وأتى بالظاهر إشعارا بالعلة وبأن ذلك يجر إلى الكفر (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب) الود المحبة ومن للتبيين (ولا المشركين) لا لتأكيد النفي

(1) - حل: ظاهرا.
(2) - ولبيس.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»