تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٠

____________________
(وقالوا) أي أهل الكتاب (كونوا هودا أو نصارى (1)) أي دعي كل من الفريقين إلى دينه (تهتدوا) جواب كونوا (قل بل) نتبع (ملة إبراهيم (2) حنيفا) حال أي مائلا من الباطل إلى الحق (وما كان من المشركين) تعريض بأهل الكتاب وغيرهم إذ دعوا أتباعه وهم مشركون (قولوا) أيها المؤمنون (آمنا بالله وما أنزل إلينا) أي القرآن (وما أنزل إلى إبراهيم (2) وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط) صحف إبراهيم فإنها منزلة إليهم لأنهم متعبدون بما فيها كما أن القرآن منزل إلينا والأسباط حفدة يعقوب ذراري بنيه الاثني عشر (وما أوتي موسى وعيسى (3)) التوراة والإنجيل وخصا بالذكر لأنه احتجاج على أهل الكتابين (وما أوتي النبيون (4)) المذكورون وغيرهم (من ربهم) منزلا منه (لا نفرق بين أحد منهم) بأن نؤمن ببعض ونكفر ببعض كاليهود والنصارى وأضيفت بين إلى أحد لعمومه في سياق النفي (ونحن له) لله تعالى (مسلمون) منقادون مخلصون (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به) دخلوا في الإيمان بشهادة مثل شهادتكم التي آمنتم بها (فقد اهتدوا وإن تولوا) أعرضوا عن الإيمان (فإنما هم في شقاق) مخالفة للحق فهم في شق غير شقه (فسيكفيكهم الله) وعد له تعالى النصر عليهم (وهو (5) السميع) لدعائك (العليم) بنيتك وهو مستجيب لك فهو من تمام الوعد أو وعيد للمعرضين أي يسمع أقوالهم ويعلم أعمالهم فيجازيهم عليها (صبغة الله) مصدر مؤكد لآمنا أي صبغنا الله صبغة وهي الفطرة التي فطر الناس عليها أو هدانا دينه أو طهرنا بالإيمان تطهيرا سماه صبغة للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية يجعلون ذلك تطهيرا لهم ومحققا لنصرانيتهم (ومن أحسن من الله صبغة) لا صبغة أحسن من صبغته (ونحن له عابدون) عطف على آمنا (قل أتحاجوننا) تجادلوننا (في الله) في أمره واصطفائه النبي من العرب دونكم قيل قال أهل الكتاب كل الأنبياء منا فلو كنت نبيا لكنت منا فنزلت (وهو (5) ربنا وربكم) الكل عباده يصيب برحمته من يشاء (ولنا أعمالنا ولكم

(1) - نصارى. بكسر الراء بعدها ياء.
(2) إبراهام.
(3) موسى وعيسى: بكسر السين.
(4) النبيؤن.
(5) - وهو: بفتح الواو وسكون الهاء.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»