تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٦٣
أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * (154) * ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصبرين * (155) * الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * (156) * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون * (157) * إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم * (158) * إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بينه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * (159) * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم * (160) * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * (161) * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * (162) * وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * (163) * إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة
____________________
متصل بسابقة أي ولأتم نعمتي عليكم بالقبلة أو الثواب كما أتممتها بإرسال رسول منكم أو بلاحقه أي كما ذكرتكم بإرساله فاذكروني (يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم) يعرفكم ما تكونون به أزكياء (ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) مما لا سبيل إلى علمه إلا بالوحي (فاذكروني (1)) بطاعتي (أذكركم) برحمتي (واشكروا لي) نعمتي (ولا تكفرون (2)) بجحدها (يا أيها الذين آمنوا استعينوا) على الجهاد أو الطاعات (بالصبر) عن الشهوات (والصلاة إن الله مع الصابرين) بالنصر والتوفيق (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات) أي هم أموات (بل) هم (أحياء ولكن لا تشعرون) كيف حياتهم في الصافي إن أرواح المؤمنين في الجنة على صور أبدانهم فلو رأيته لقلت فلان وعنه (عليه السلام) أنها تصير في مثل قوالبهم ويعرفون القادم عليهم بصورته وعلى هذا فتخصيص الشهداء لمزيد قربهم ونزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر (ولنبلونكم) نختبرنكم اختبار الممتحن (بشئ) بقليل (من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) قيل الخوف خوف الله والجوع الصوم والنقص من الأموال الزكاة ومن الأنفس الأمراض ومن الثمرات موت الأولاد لأنهم ثمرة القلب (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله) إقرارا بالملك ورضا بالقضاء (وإنا إليه راجعون) إقرار بالهلك والبعث للجزاء (أولئك عليهم صلوات من ربهم) أنواع الأثنية الجميلة ويفيد أن الصلاة ليست من خصائص النبي فيجوز أن يصلي على غيره بانفراده فعلى آله بطريق أولى (ورحمة) وإحسان (وأولئك هم المهتدون) للحق في الاسترجاع والتسليم (إن الصفا والمروة) هما جبلان بمكة معروفان (من شعائر الله) من أعلام مناسكه (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) نزلت حين تحرج المسلمون من الطواف بهما وعليهما الأصنام أو حين ظنوا أن السعي بهما شئ صنعه المشركون (ومن تطوع (3) خيرا) تبرع زيادة على الواجب من حج أو عمرة أو غيره أو الأعم أو من فعل طاعة من فرض أو نفل وقرئ يطوع وأصله يتطوع (فإن الله شاكر) مجاز على ذلك (عليم) به (إن الذين يكتمون) من أهل الكتاب أو الأعم (ما أنزلنا من البينات) في أمر محمد أو الأعم (والهدى) ما يهدي إلى الحق (من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) التوراة والإنجيل أو الأعم (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) كل من يتأتى منه اللعن حتى أنفسهم يقولون لعن الله الظالمين (إلا الذين تابوا) من كتمانهم (وأصلحوا) أعمالهم وما كانوا أفسدوه (وبينوا) ما كتموا (فأولئك أتوب عليهم) أقبل توبتهم (وأنا التواب الرحيم) البالغ في العقود والإحسان (إن الذين كفروا) من الكاتمين وغيرهم (وماتوا وهم كفار) لم يتوبوا (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) قيل الأول لعنهم أحياء وهذا لعنهم أمواتا (خالدين فيها) في اللعنة أو النار (لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون) نظر رحمة أو لا يمهلون ليعتذروا (وإلهكم) المستحق للعبادة (إله واحد) لا شريك له في الإلهية (لا إله إلا هو) تقرير لوحدانيته بنفي غيره وإثباته

(1) - فاذكروني: بفتح الياء.
(2) تكفروني في الحالين.
(3) ومن يطوع.
(4) والهدى: بكسر الدال.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»